الثلاثاء، 20 سبتمبر 2011

هل الانتفاضات العربيه بفعل امريكي؟

بقلم الكبريت الأحمر سيدي هاشم حجازي :)
في نفس الوقت الذي تفجرت فيه الانتفاضات العربيه ،في اكثر من بلد عربي ،ترددت مقولة ان هذه الانتفاضات كانت بفعل اميركي،والانظمه امسكت بهذه المقوله بقوه وردتها دفاعا عن نفسها،ففي مصر راج ان هناك من مول ودرب وزود،وردد النظام واعلامه كثير من القصص عن ذلك ،وفي ليبيا راجت مقولة حبوب الهلوسه والاجانب،وفي اليمن تحدث الرئيس صالح بشكل مباشر في احدى خطبه العلنيه عن الغرفه التي تدار منها الاحداث،ومكانها وشنطن وتل ابيب،وفي سوريا جرى الحديث عن المؤامره الاجنبيه والسلفيين.وفي كل هذه البلدان تواتر الحديث عن الاستقلاليه، وعدم الخضوع.وقد شاع الامر بشكل واسع، الى درجة ان من يفترض بهم الوقوف ضد الديكتاتوريه او هم بالفعل كذلك قد رددها، فهكذا نجد الشاعر العراقي سعدي يوسف  يتحدث عن الغرفه والاوامر.
هذا الحديث بغض النظر عن مصدره لا يعدم الصله بعناصر الواقع،بل يحتم ابرازها، وابرز عناصر هذا الواقع هي:
1ـشهد العالم وتحديدا بعد انتهاء الحرب البارده وانهيار الاتحاد السوفياتي،سياده امريكيه مطلقه ،بحيث ان احدى تعريفات العولمه كان امركة الاقتصاد والحياه العلميين.
2ـفشل الانظمه العربيه المعنيه في تسوية ظروفها مع الاوضاع السائده،واجراء اصلاح داخلي عليها،في نفس الوقت الذي فشلت فيه الامبرياليه الاميركيه في اجراء اي اصلاح خارجي على هذه الانظمه، وكلنا لازال يذكر ذلك السؤال هل الاصلاح داخلي ام خارجي؟وفشلت كل هذه الجهود،وبقيت هذه الانظمه خارجه عن كل ما شهدته الانظمه الديكتاتوريه الشبيهه من انتفاضات شعبيه،...بقيت الانظمه العربيه شاهدة على انها عصيه على الاصلاح ،ولابد من اسقاطها.
3ـان هذه الانظمه الديكتاتوريه العائليه قد اضحت خارج التاريخ،ومن خلال سيادة الفساد الرشوه اضحت معيقه للاستثمار الاجنبي ،مما يحتم على القوى العالميه الداعمه له الى ضرورة[ فعل ما] لاصلاح الانظمه.هذا من جهه ومن جهة اخرى لم يسبق للشعوب العربيه ان تحركت داخليا بحركه شبيهه،والرأي العام العربي والشارع العربيي كأنهما غير موجودين. وقد قامت الانظمه العربيه بتجريف الحياة السياسيه في المجتمعات العربيه ،فلم يتبق غير الحركات الدينيه،وهذه الحركات تستمد قوتها من ناريخ المجتمعات القديم،ومن الدين،هذا من جهه ومن جهة اخرى فان الديكتاتوريه التي استفادت من هذه الحركات سابقا وتلاعبت بها لاغراضها،تشكل باستمرارها افضل حليف موضوعي لهذه الحركات.هذه الحركات اتى تقف سدا منيعا في وجه الدوله المدنيه ،ورجعيه بشكل عام داخليا،فانه يخشى منها خارجيا،وذلك بالوصول الى صفقه مع اميركا واوروبا،لاسيما انها ورغم كل المخاوف الغربيه من الاسلام السياسي  فانها حافظت على علاقه وثيقه مع الغرب.كما تلوح الطائفيه في الافق والطائفيةسلاح فعال بيد هذه الحركات.
ان سمات مشتركه عديده بين هذه الانتفاضات الشعبيه،تمنع ان يكون محركها امريكيا او غربيا،ولكنه لا يمنع بالتاكيد من استغلالها وصياغة كيفية التعاطي معها، فهذه الحركات شهدت جموعا شعبيه هائله،تتحرك وتساهم في الانتفاض مما اعطى هذه الحركه طابعا شعبيا،يصعب تحريكه من قبل اية جهه،ويقتصر دور الدول الغربيه واميركا تحديدا على استغلال حالة الانتفاضات الشعيبه بما ينسجم وا هدافها،اي اجراء بعض التغيرات بما ينسجم واهدافها،مثل خلع رأس النظام والمحافظه على النظام ذاته،كما حصل في مصر وتونس،اما الشعارات الاساسيه للانتفاضات الشعبيه المتمثله في العداله الاجتماعيه والدوله المدنيه،فلا يجمعها جامع مع اهداف الدول الغربيه ،وهذه الدول تتعامل معنا كعالم متخلف،والوضع السائد هو الابن الشرعي لاعادة انتاج التخلف السياسه المعتمده غربيا معنا.وقد كان الغرب يصفه عامه حليفا اساسيا للعديد من الانظمه الديكتاتوريه.
ان ما يجعلنا ضد[التشكيك] بهذه الانتفاضات عدا عن الموقف المبدئي ضد القمع والديكتاتوريه ،هو ان هذه الحركات تعني ان الناس سياسيا قد شيعت اذلالا[الشعب السوري ما بينذل]وافتقدت الكرامه،واقتصاديا شعرت بالتفاوت الهائل للدخول وانتشار الفساد وتنوعه وسيادة البطاله......ان ذلك يعني ان الناس لم تعد قادره على
العيش في ظل هذه الانظمه حيث العسف والمهانه والفقر ،اما البديل او الاتي فحوله ترتسم الف علامة سؤال.






ليست هناك تعليقات: