الخميس، 28 أبريل 2011

بوركت النساء المتجردات







هذه اللوحة تصور قصة انجليزية قديمة راودت خاطري بشدة هذه الأيام ، تقول القصة أن الانجليزية ليدي جودايفا (Lady Godiva )التي عاشت  في القرن الحادي عشر زوجة اللورد ليوفريك حاكم كوفنتري بانجلترا والذي كان يفرض ضرائب ظالمة وقاسية علي المواطنين ، طلبت زوجته منه تخفيف هذه الضرائب وان يرحم سكان المنطقة فأجاب في سخرية: عندما تتجولين عارية في شوارع المدينة أعدك بتخفيف الضرائب ، في اليوم التالي ركبت زوجته حصانها..  وهي عارية تماما واستعملت شعرها الطويل سترة لها... تفاجأ الزوج بإصرارها على تقديم نفسها متجردة طبقا لشرطه ... وبكل عجرفة وكبرياء الحاكم اولا والذكر ثانيا .. لم يستطع التراجع ... اصدر الحاكم امرا بمنع التجول وإغلاق جميع الشبابيك لسكان المدينة تحت طائلة العقوبة .. فلا هو يريد التراجع عن اذلال زوجته (حسب ما رآه هو اذلالا) وبين حفظ مكانته وضمان عدم رؤية الشعب لزوجته تتجول عارية ... كانت ساعات عصيبة على الشعب حيث ارتهن شعب كامل أسرى المنازل .. ولكن وبفضل شجاعة إمرأة متجردة واحدة ...  أضطر الحاكم لتنفيذ وعده لها، ورحم السكان من الضرائب القاسية.

سرحت بعيدا وأنا استعرض نماذج حبيبة من النساء اللاتي يتجولن عاريات ... متجردات من كل عار أو مصلحة أو ... أو ... لتحقيق هدف لكل منهن ولكن يجمع اهدافهن جميعا رؤية واحدة .. البحث عن العدل ... الحق ... الرحمة ... أنا أزعم ان عري من هذا النوع هو الصلاة بعينها والسلوك بطريق المطلق ... هو بعينه طريق الله.... بوركت النساء المتجردات.



خلع المخلوع .. نجحت الثورة ..أو هكذا خيل لنا ...

 ولكن خلال الأيام القليلة اللاحقة للخلع... برز حاكم كوفنتري في مصر .. المجلس العسكري! ...هو حاكم كوفنتري المصري! صاحب عقلية بطريركية رجعية متينة ...
 ولكنه وقع في حرج بالغ ... فهومن جهة ...  نعم حاكم ظالم يريد جمع الضرائب (ضرائب الحرية ، من اعتقالات وتعذيب واختبارات عذرية للثوار، واعدام ضباط شرفاء تجرؤا وقالوا للغولة بعينها .. يا غولة عينك حمرا) .. وبنفس الوقت يريد حماية كرامته وعنفوانه الذكوري !!!

هذه زوجته " الثورة" تذرع الدنيا عارية متجردة .. تمتطي طموح ابناءها .. ويسترها حلمها بالمستقبل الحر .. ومصرة أن ينفذ  لها وعده بأن يرحم الشعب من الضرائب الباهظة .

حاكم كوفنتري المصري ... اسر الشعب في منازلهم ... منع فتح الشبابيك .. تحت طائلة العقوبة ... كي لا يرى اي فرد منهم زوجته المتجردة تذرع الدنيا لتضمن لهم "الرحمة" !

 نحن نرى امنا المتجردة .. تدفع عريها لحمايتنا .. ما تراه انت سيطرة وعري ... نراه نحن ابناؤها صلاة الأحرار !!
.

الجمعة، 22 أبريل 2011

ابتسمت


اذكر اني كنت في السابعة من العمر واسير على حافة الجرف الذي يقع بالقرب منزلنا ، كان من عادتي ان اسير على حافة الجرف ، افرد ذارعي واحدق في السماء ، اشعر انني في قلب السماء اطيييييييييييييييير ...أماثل الطير في حركته فاتمايل يمنة ويسرة واغني ...  لحظات حرية وسعادة لا توصف .
أفقت على صوت اولاد اسفل الجرف .. في القاع كانوا ..... سبعة او تسعة يصرخ احدهم : ولي .. ولي .. انتي يا هبلة ، يردد الآخرون بصوت واحد: مجنووووووووونة ... ويقهقهون في سخرية .
وقفت استدرت لاواجههم رفعت يدي محيية بفخر وكانهم يهتفون بحياتي ، وتابعت طيراني وغنائي دون ان تخفت لذتي واستمتاعي "بالطيران" .

في اليوم التالي ، ذهبت الى موعدي اليومي مع الطيران والتحليق ، فوجئت بالاولاد يشكلون سربا يطير على حافة الجرف ....
.
.
.
.
ابتسمت .


عنف النساء

ريم سليمان, دعاء بهاء الدين – سبق – جدة: "احذروا غضب النساء".. تلك كانت "صرخة رجل"، رداً على تزايد عنف الزوجات تجاه أزوجهن، ولعل حوادث العنف المثيرة التي وقعت مؤخراً، وأخرجت المرأة عن هدوئها وسكينتها، وكشفت عن وجهها الآخر، فأصبحت تضرب وتعذب، وتوثق بالحبال، وتبتر أعضاء حساسة، دفعت "سبق" إلى أن تفتح هذا الملف، قبل أن يتحول العرض إلى مرض، للوقوف على الأسباب المؤدية لعنف الزوجة، وهل المرأة بطبيعتها تميل للعنف أم أن المجتمع، جعلها تكشر عن أنيابها لتلتهم أقرب الناس إليها؟

مرارة الذل
بنبرة تحد تحدثت زوجة لـ "سبق" قائلة: أذاقني مرارة الإهانة والذل طيلة حياتي معه، يتلذذ بعذابي ويتركني فريسة الخضوع الذي أضحى يتحكم في مصيري، يتعمد توجيه السباب وأفظع الشتائم الجارحة لكل امرأة، دموعي لا تجدي معه وتزيده إصراراً على إهانتي وضربي ضرباً يجرح نفسي قبل جسدي.

وأضافت: ذات مرة اتهمني في شرفي أمام جمع في أحد الأسواق، انهارت قواي النفسية فأصبحت جسداً بلا روح، شعرت أني بقايا امرأة تترنح في نفق مظلم، كثيراً ما حلمت أني أخنقه، أضربه، بل أقتله.

وزادت: ظلت هذه المشاعر تسيطر على كياني حتى تمكنت مني، وأضحى هدفي الوحيد الانتقام منه، انتهزت فرصة هجومه علي كعادته، واستجمعت قواي واقتربت منه وألقيت عليه غطاء سرير وأحضرت حبلاً غليظاً ووثقته به، وأخذت أوجه له لكمات قوية، كنت أستمتع وأنا أراه يتوسل لي أن أطلق سراحه، شعرت بالانتصار وهو على الأرض عديم القيمة، وتذكرت إهانته، وتنفست الصعداء عندما وجدته ذليلاً، ثم هربت من المنزل، وتركته يتجرع مرارة الذل كما أذلني في حياتي.

رغبه الانتقام
وروت لي زوجة أخرى في مقتبل العمر حكايتها بقولها: كنت ضحية رهان حقير بين أبناء أسرة واحدة، فقدت فيه عذريتي، وتبخرت أحلامي، عقد قراني على ابن عمي توسمت فيه الشرف، واقتنعت بحديثه معي أني أصبحت زوجته أمام الله وسلمت جسدي له، ولا أعلم ما تخفيه الأيام، فكافأني بعد شهر بتطليقي، فيما كان جنيني يستنجد بي.

وأضافت: ذهبت إلى طليقي أستغيث به كي يعترف بجنيني، بكل الحقارة والخسة أجابني: هذا ليس ابني، لقد كنت أراهن على الاستمتاع بك مع أحد أقاربك، الذي علمت أنه يحبك.. اذهبي إليه الآن.

مادت بي الأرض وساورتني أفكار شيطانية للانتقام، دعوته لمناقشة مشكلتنا، وجاءت اللحظة الحاسمة وخططت جريمتي مع شقيقي الذي علم بالقصة كاملة، فاقترب منه وشل حركته، وأخذت "مشرطاً" وبترت رمز رجولته، ومع صرخاته تعلو ضحكاتي وبحر دماؤه يطفئ رغبتي، تركته يواجه مصيره غير نادمة على جريمتي.

خلف الأسوار
وتروي أم قصة ابنتها السجينة بقولها: تزوجت زهرة شبابي وكان زوجها كل حياتها، تعرض لأزمة صحية فأجزلت له العطاء وتبرعت له بكليتها، وبعدما تماثل للشفاء واسترد عافيته، طلقها وتزوج من أخرى، شعرت ابنتي بغصة في حلقها أدمت قلبها، وراودتها فكرة الانتقام، فقتلته وهى تقبع الآن خلف الأسوار.

وعن رأي النساء في تصرفات بعض بنات جنسهن من عنف وتعد على الرجل قالت "أم عبد الرحمن": أرفض أن تواجه المرأة زوجها بالعنف حتى إذا أخطأ في حقها. ورأت أن الرجل لا بد أن يكون له احترامه، كما رفضت ما تفعله بعض النساء من تصرفات بشعة مع أزواجهن، تؤدي في النهاية إلى حرمان الأطفال من والديهم وتنشئة جيل يتيم، مؤكدة أن أخطاء الوالدين يدفع ثمنها الأبناء.

وعارضتها الرأي تهاني، وتساءلت: كيف تستطيع المرأة أن تسيطر على مشاعرها وتصرفاتها إذا كانت تعيش مع رجل مبتذل يعاملها باحتقار، ويهملها ويذهب لشهواته.

 وأضافت: "المرأة تقدس الحياة الزوجية لكن مع من يستحقها، وما بفعله البعض من عنف هو بالتأكيد نتيجة مضادة لعنف وقع عليها"، وختمت حديثها بقولها: "لا تلوموها ولوموا من دفعها لذلك".

حواء قادمة
وفي صرخة واحدة، قال منصور، وفهد، وريان، وحامد: "احذروا النساء"، مؤكدين أن حوادث العنف الأخيرة تكشف أن "حواء" قادمة بقوة، وأن أول الغيث قطرة، ودعوا إلى توقيع عقوبات شديدة حتى يكن عبرة لأخريات، وتعجبوا من بشاعة بعض قضايا العنف من المرأة، وتساءلوا: كيف تقدم امرأة على بتر ذكورة رجل؟ يا له من زمن!

من جهتها اعتبرت استشارية الطب النفسي الدكتورة منى الصواف أن من الأمور المسكوت عنها في معظم المجتمعات هو العنف ضد الرجل، موضحة أن دوافعه تكمن في عدة أسباب، منها تكوين علاقة عاطفية غير متكافئة "مثل ما يحدث في العلاقات غير الشرعية" في هذه الحالة تتولد لدى المرأة رغبة في الانتقام أكثر من رغبتها في تعديل سلوك الرجل "وتعد نادرة في مجتمعنا العربي"، الشعور بالظلم، وعجز الأنظمة عن حمايتها في حال تعرضها للعنف المسيء والمتكرر.

وكشفت الصواف عن صور العنف ضد الرجل، التي تبدأ بالعنف اللفظي كالشتائم والسباب، والإساءة اللفظية لمن يحبهم الزوج، وكسب أحد الأبناء، بالإضافة إلى العنف السلبي الذي تعتمد فيه الزوجة على الصمت الذي يجعل الزوج متوتراً وفاقداً للسيطرة على نفسه، ما يشعر المرأة بلذة الانتقام.

وحذرت من العنف غير المباشر في إسقاطه على الأشخاص كما حذرت من العنف الجسدي الذي يعد أقل شيوعاً لكنه أكثر خطورة على الصحة الجسدية وتتعدد أشكاله، منها الصفع، والركل، والخربشة وسكب مواد حارقة، وقطع رمز الرجولة.

وأفادت أن بعض الرجال يكونون أكثر عرضة للعنف لاسيما في حالات إجبار الزوجة على الزواج رغم فارق السن الكبير، فتميل الزوجة للعنف ضد زوجها، أو تكون شخصية الرجل اعتمادية تجعله خاضعاً ومستسلماً، خاصة إذا كانت الزوجة من الشخصيات المتسلطة بحيث تتحول العلاقة بينهما إلى ما يشبه علاقة الأم بالطفل، والمفهوم الخاطئ للشراكة الزوجية والتملك والعبودية، وقد ينجم عنها العنف المطلق تجاه أفراد الأسرة من زوجة وأولاد، ما يعرّض الرجل للانتقام.

الموت البطيء
ورفض المحلل النفسي مستشار العلاقات الأسرية الدكتور هاني الغامدي، ممارسة المرأة للعنف لأنه يتنافى مع فطرتها الإنسانية، وعلق على عنف الزوجات وتعديهن على كينونة الرجل الذكورية بأنه يمثل أبشع صور الانتقام.

وأوضح أن التأثير النفسي على الزوج الذي يقطع رمز رجولته، يكون سلبياً ويعاني العذاب النفسي والعقلي والمعنوي، بالإضافة للعذاب الجسدي، مؤكداً أن قطع هذا الجزء الحساس من جسد الرجل يحمل في داخله المعاني التي تجعله لا يستطيع العيش بعدما آلت إليه صورته الذكورية أمام نفسه.

وأشار إلى المأساة العميقة التي تترك آثارها السلبية على الزوج، فيعاني من نظرة أبنائه وأسرته فيميل إلى العزلة، ويتقوقع داخل ذاته بحيث يعيش شكلاً من أشكال الموت البطيء، وقد يسرع ذلك بإقدامه على الانتحار، رافضاً أن تصل الخلافات بين الزوجين إلى الحد الذي يؤدي لعنف المرأة المخالف لفطرتها الأنثوية.

للإعلام دور سلبي
من جهته رأى أستاذ تاريخ الاجتماع في الجامعة الإسلامية محمد الصبحي، أن منتجات وسائل الإعلام شاركت بشكل كبير في زرع النظرة السلبية من المرأة لزوجها، حيث تبث نصوصاً إعلامية تحث على العنف، بل وتجعله من الطرق المشروعة في بعض الأحيان، مشيرا إلى أن المرأة بطبيعتها الأنثوية لا تلجأ إلى العنف في الغالب حتى مع الأعداء، فما بالكم بالزوج.

وأشار إلى أن التاريخ الإسلامي مليء بملايين النساء اللاتي تزوج عليهن أزواجهن، ولكنه لا يحكي لنا أمثال هذه التصرفات البشعة، فمن الجائز أن تحصل عند المرأة غيرة لكنها لا تصل إلى ما وصلت إليه هذه التصرفات البشعة التي يقوم بها بعض النساء في الوقت الحالي.

ورأى الصبحي أن الطريقة المثلى لحل هذه الممارسات وتفادي انتشارها وتحولها إلى ظاهرة، تكون في بحث الأسباب بدقة من قبل مختصين ودراسة هذه الحالات، ومن ثم تصدر التوصيات من قبل الدارسين.

ولعل من أعظم أسباب تفادي انتشار مثل هذه التصرفات هو نبذ منتجات الإعلام التي تصور بعض تشريعات الإسلام بصور غير لائقة.

الإرث الثقيل
 ورأى الكاتب نجيب الزامل، أن العادات تؤثر بشكل كبير على المرأة في عصرنا الحالي، فالمرأة المسلمة تختلف عاداتها وطريقة عيشها من بلد إلى بلد، وما يحدث الآن من عنف ربما هو النتيجة الحتمية لتسيب وبطش الرجال واستغلال المرأة في بعض الأوقات، معلقاً على المثل الشهير: "البنت من بيت أبوها إلى بيت زوجها ثم إلى المقبرة" ما جعل المرأة كالأداة في المنزل ليس لها الحق في أن تتحرك أو تلفظ أو حتى تغضب من زوجها.

وأشار إلى ما وصفه بـ "الإرث الثقيل" في تحقير المرأة، والفهم الخاطئ للدين الإسلامي، وهما من أهم أسباب عنف النساء بالرغم من أن الدين الإسلامي قدم المرأة على الرجل في أشياء عدة، إلا أننا لا نزال نعتبرها في المؤخرة، مؤكداً أننا إذا بحثنا في حالات العنف من المرأة تجاه الرجل سنجد أن سببها هو الغضب المتراكم، معتبراً أن أسباب عنف المرأة أندر وأقوى من أسباب الرجل، وهي لا ترتكب الجريمة إلا من فعل الزوج.

عقوبة العنف
وحول عقوبة العنف ضد الزوج، أوضحت لـ "سبق" المحامية فريال كنج أن العقوبة شرعاً وقانوناً تختلف حسب نوع التعنيف وما ألحقه الضرر بالمعنف، مشيرة إلى رؤية القاضي لدوافع الزوجة في ارتكاب هذا العنف ضد الزوج، فعلى سبيل المثال: إذا تعرضت الزوجة لتسلط الزوج، والإهانة المستمرة، والقذف والضرب المبرح بما يلحق الأذى بها جسمياً ونفسياً، ففي هذه الحالة يحكم القاضي مع الوضع الذي يراه مناسباً.

وتُفرّق كنج بين العنف والجريمة قائلة: التراشق بالكلمات البذيئة وما يترتب عليه من التشابك بالأيدي وإلقاء الزجاج والأكواب والصحون على الطرف الآخر، وما ينجم عنه من أضرار جسمية طفيفة، يندرج تحت اسم العنف، موضحة أن العقوبة في هذه الحالة حسب رؤية القاضي، أما إذا تعدى الأمر لتشويه الزوج أو قطع عضو من أعضاء جسده، فهذه جرائم (تعد على النفس) وحكمها دفع الدية عوضاً عن التشويه وما بتر من جسده.

وحصرت تخفيف العقوبة على الزوجة المعنفة لزوجها في حالة واحدة، وهي إذا كانت الزوجة قوّامة على الزوج "بمعنى إذا كان الزوج عاطلاً عن العمل والزوجة هي التي تنفق على البيت والأسرة" فهنا تخفف العقوبة حسب رؤية القاضي.

ضعف الإيمان
 أما الباحث في الشؤون الإسلامية خالد الرميح، فأرجع ظاهرة العنف الحديثة على المجتمع العربي، إلى ضعف الإيمان وطغيان متطلبات العصر المادية على القيم الإيمانية والمفاهيم الاجتماعية الراقية المستمدة من ديننا الحنيف، بالإضافة إلى الفهم الخاطئ لبعض الآيات القرآنية والأحاديث النبوية.

وألقى باللوم على الرجل الذي يكون سبباً جوهرياً في لجوء المرأة للعنف من خلال سوء معاملته لها، وعدم إدراكه للمعنى الإسلامي الصحيح للقوامة الشرعية، واصفاً التربية العربية بالعنصرية الممقوتة للرجل بشكل لا يقره الشرع والدين، ورافضاً للأساليب التربوية الخاطئة منذ عصور الجاهلية التي تفضّل الذكر على الأنثى.

ونفى الرميح ما يعتقده البعض في المفهوم الخاطئ لقوامة الرجل، التي تسمح له بتعنيف المرأة نفسياً وجسدياً، مؤكداً على رفض الشرع لكافة صور الإيذاء للمرأة والتمييز بينها وبين الرجل.

واتفق الداعية والمفكر عادل بانعمة مع الرميح، ونصح بزيادة الجانب الإيماني بين الزوجين، محذراً من عجز الزوج عن إضفاء مشاعر الحب والمودة على الحياة الزوجية، ما يولد حالة جفاء قد تتطور إلى كره فعنف، مستشهداً بحرص النبي عليه الصلاة والسلام على خلق أجواء الحب والود داخل منزله، حينما قالت عائشة: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعطيني العظم فأتعرقه (أي آكل ما بقي فيه من اللحم وأمصه)، ثم يأخذه فيديره حتى يضع فاه على موضع فمي.

وتساءل: أين المحبة، وأين المودة التي يضفيها الزوج على منزله في عصرنا هذا؟ كما كان يفعل الرسول عليه الصلاة والسلام.

الخميس، 21 أبريل 2011

مي والضابط

هاد يا جماعة أنا للي ما بعرفني كويس فيكم ، زي ما تقولو انسانة فوق الوصف يعني احسن من هيك يمكن صعب يكون بتقدروا تقولو شبه كاملة والكمال لله وحده ، الا من كمشة شغلات هيك بسيطة وغير اساسية بتاتا

يعني ساعات شوي وكتير بكون عندي مشكلة بالتركيز والكثير من الفوضى وغياب مزمن للذاكرة او على الأقل الذاكرة عندي مشوشة بشكل بليغ ، بس على فكرة هاي غالبا نعمة مش نقمة لأني بنسى كل الناس الوسخة اللي اساءت لي في حياتي .. بس طبعا هاد مش موضوعنا ... اييييييييييه ما علينا.

المهم في يوم من الايام من هيك شي 15 يوم اكتشفت ان المحفظة تبعتي مش موجودة معي بالشنتة ، قلت اكيد معطيتها لحد من اهل الدار عشان بخليهم يروحو يسحبولي مصاري وغالبا بنسى استرجعها ، سالت واستقصيت اثبتو كلهم وبالوجه القاطع انه المحفظة كانت معي آخر مرة شوهدت . 

بناءً على مرات سابقة عديدة ضيعت فيها المحفظة بما فيها كنت متأكدة اني كالعادة وانا ذهني شارد حطيتها بمكان غير اللي مفروض احطها فيه ، يعني مرة لقيتها بالفريزر ومرة بخزانة الكنادر (اجلكم الله) ، المعنى قلت اكيد ايدي اللي تستاهل قطعها رمتها بمكان ما .

طبعا انا كمان عندي مشكلة في تذكر الارقام وبشكل حاد ، يعني لا تقلي عيد ميلادي ولا ارقام تلفون لايا حبيبي انسى ، ارقام انا مش صحاب !، بناءً عليه كنت حاطة بطاقة البنك ومعها كلمة السربنفس المكان بنفس المحفظة .

اي واحد فيكم فاتح تمه ومتفلسف وقايل لي ليش هيك ، هيك غلط فاتحة راسه !، ايون هيك تمام !كلكم سكوت .

بالمناسبة طبعا ما خبرت البنك يلغو البطاقة لأني اولا كنت معتقدة تماما انها بالبيت ، ثانيا هاي تالت مرة بضيع البطاقة وبلغيها وبدفعوني خمس ليرات فانا قلت اوفر الخمس ليرات هالمرة وبعدين هي صار مارق 3 ايام وما حد حاول يسحب اشي معناته البطاقة والمحفظة في البيت.

ضليت ادور على البطاقة وطبعا ما الاقيها لحد يوم السبت الموافق 12/03/2011 ، طبعا صحيتلكم صبح الاحد على صوت المنبه اللي في الموبايل بدي اطفيه وإذ اشوفلكم انه في مسج ... لا اله الا الله !! أنا وعلى تلفوني مسج شو القصة ؟؟

بفتح لكم المسج ولا خبر اسود مطين بطين ، تم سحب 400 دينار من حسابكم ، هون صار معي فلاش بالك رهيب واتذكرت انه كمان المحفظة كان فيها 50 دينار ، يعني على الصبح على الريق عرفت اني انسرقت ب450 دينار عدا ونقدا !!!

طبعا انتو عارفين اني عندي الضغط ، والله يا جماعة حسيت لكم الدم في جسمي عمل تسونامي وخبط في راسي لما صرت لكم زي توم لما جيري الحقير بنزل السندان على اجره ، جد يعني عيوني زغللت ونصي الشمال بطلت احس فيه ، وما فيي الا دروشت وبصوت عالي ياااااااااااااا رب .

قولو ما عرفت كيف لبست ونزلت ركض عالبنك ، واذ الشباب بفتحو باب البنك واتلبستلكم اول شاب في وجهي 

 أنا : صباح الخير بدي الغي البطاقة 

موظف البنك : صباح النور ، بس احنا لسة ما فتحنا البنك ما ببلش استقبال العملاء الا بعد ساعة

أنا : شو يا زلمة عملا بقلك انسحب مني 400 ليرة وبتقلي عملا ، هسة الحرامي بسحب الباقي واحنا بنحكي ، ما الي دخل والله بدك تدبرني .

موظف البنك : يعني حد سرق بطاقتك ؟؟ طيب ومن وين جاب الرقم السري.

انا : مهي مع البطاقة في المحفظة ..

واعطاني الموظف نظرة استحقار على شفقة ، يعني بما معناه يلعن ابو هبلك يا شيخة عالصبح !!، بس انا طبعا اعطيته وجه التناحة يعني لا بفهم ولا بستفهم.

موظف البنك بأدب زيادة : طيب ستي ليش ما لغيتيها ؟

أنا : طيب مهو كان عطلة جمعة وسبت ، كيف الغيها وانتو مسكرين

هون اتسعت حدقتا عينيه ونظر لي شزرا وتقريبا دفق الدم على وجهه بغزارة من غيظه مني  واضاف قائلا : لا ستي كيف ، في عنا رقم شغال 24/7 مجرد ما تخبري بيلغولك اياها 

لسة ما كمل الكلمة وانا انفجر فيه : هسة جاي تحكيلي ! لا والله بدري ، شو استفدت انا منك هسة انا منك .

رد علي : طيب هلا يا ريت ما نضيع وقت وخدي هالرقم احكي عليه وهم فورا بيلغو البطاقة.

طبعا حكيت مع الرقم ركد وجاوبتني بنت لطيفة ولغتلي اياها ، ومن كتر ما تعاطفت معي خرجت عن حدود شغلها وحكت لي : ييي والله 400 دينار مصيبة ، خبرتي الشرطة ??
أنا: لا والشرطة شو رح يعملولي ، هاد سحبها وراح كيف بدهم يعرفوه ؟

الموظفة اللطيفة : لا كيف عاد ، في كاميرات مركبة على الصراف اي حد بيصرف بتبين صورته وهيك ممكن الشرطة يعرفوه ويجبوه ،

أنا : فكرك يعني لازم ابلغ  ..........   أكدت لي انه لازم وضروري

وفعلا والله حكي الموظفة اللطيفة شجعني ، ولسة وهي ما سكرت الخط معي بديت امشي للمغفر، والمغفر يا كرام للي ما بعرف العقبة منكم جاي ورا البنك العربي يعني بدك دقيقتين مشي بتكون هناك ، وطبعا لازم تمر من مجمع الباصات عشان تقطع الشارع وتوصل للمغفر.
مشيت هيك يا اخوان وبلشلكم مخي الزفر يتناقش مع بعضه

مي الشيطان : يا شيخة روحي اتنيلي فضحتينا ، خليتي الدنيا كلها تعلم علينا ، يعني وبعدين مع سما الذاكرة الزفت تبعتك اللي حاططتنا في مواقف زي خلقتك !!

مي الملاك : طيب يعني شو اعمل انا ؟؟ !! مش ما خليت دكتور الا رحت عنده ؟؟؟ حتى دكتور الاعصاب ما قصرت ورحت عليه ، غير صور الرنين المغناطيسي اللي نحلت وبري!  

مي الشيطان : دكتور مين يا ام الدكتور ؟؟ ، اللي مددنا على هالتخت وبلش فينا شكشكة بالهدبوس ويغزغز فينا من الساس للراس ، يغرز الدبوس في اصبع اجري الكبير ولما ارفسه ، قال يعني يبتسم لأنه اكتشف اكتشاف ويزم تمه ويتتنهد : ممتاز ممتاز
وما قصر يعني ما خلى محل في جسمنا وما دب فيه الدبوس !!!
ولك ليش تذكريني فيه  اه ؟؟ ، لا وشو بالنهاية طلع باكتشاف العصر وبصوت رخيم وهيبة منقطعة النظير قال : يا ست مي بحب ابشرك أعصابك فيها احساس !!
احسااااااااااااااااااااااااس !!!!!... احساس يا ط...ي ؟؟؟
ولك يا اخو الشر... شوحة هو انا جايتلك محملة على نقالة ؟؟؟ ولا دفعت باب المكتب عليك بكرسي متحرك !!!
ما انا داخلة المكتب عليك ما شية على اجري وبشوبر في ايدي !!

مي الملاك : ....................   لا ما نطقت الملاك ،لانه صوت تصفير مع تنهيدة كبيرة قطعت حوارنا الداخلي وصحتني على الواقع واذ يتبين انه صوت التصفير صادر من سواق عتيق في المجمع ، هيك شكله بعطي انه تقريبا من زمن الاحتلال التركي وسنانه عالجنط يعني ما في ولا سن تاركه في تمه ، وبصفر لي ونظراته لي كلها عشق ووله ويتبعها بقوله : آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآخ وينك يا لحم لما كان النا سنان !!
اهلن !!! ، جد ابو الشباب هي يعني ناقصتك المسألة !!!

رميته بنظرة تعبر عن استيائي الشديد وغضبي المتراكم ... بس وينك الشاب مغازلجي قديم صرخ وهو يبتعد متوجها للباص تبعه .. احبك يا عصبي !!! نار يا حبيبي نار!


تابعت المشي وصدى صوت المغازلجي القديم يرن في اذني ، تابعت وانا ابرطم مع حالي : ملعون ابو ضلع اللي خلفك ياااااااااااااااااا ، ناقصتك انا !!... اختك !

مجرد ما كملت كلمتي ولسة قبل ما الاختين مي الشيطان والملاك يبلشو نقار ، كنت واصلة عند باب الكشك اللي على رصيف المغفر (طبعا هي بتنكتب بالفصحى مخفر ، بس احنا ما بينا فصحى .. صح؟؟)
هاد الكشك هيك خشبي تقريبا نصه صار شباك حتى تتفاهم مع الشرطي اللي جواه،  والشرطي عنده طاولة صغيرة وكرسي وقاعد بعبي بيانات الناس. وقفت ورا شاب الله اعلم كان بخبر عن هويته ضايعة ، فأنا تونست فيه يعني هيو في مواطنين مهملين غيري في البلد. ... وخلال ما كان الشاب بخبر عن معلوماته .. وانا برقت في دماغي فكرة جهنمية .. لا يعني بحكيلكم فكرة فظيعة مريعة ، قررت اخبر انه كان في المحفظة كمان هويتي الشخصية ورخصة القيادة (اللي هي السواقة يا جهلة !) مع انهم ما كانو اصلا في المحفظة ، طيب ليش كذبت يا حزركم ؟؟؟ لاني من قبل شي 10 اشهر  انسرقو مني فعلا وذلك خلال رحلتي الميمونة الوحيدة واليتيمة الى الشقيقة مصر  وأنا ما بلغت عنهم بعد مارجعت .. طبعا هاي قصة تانية بحكيلكم اياها بعدين .
المهم هسة احنا وين وصلنا ؟؟؟ اه عند الشرطي ، الشرطي شبيب صغير في اوائل العشرينات
أنا : صباح الخير ، انا ضاعت محفظتي وبدي ابلغ لو سمحت ، وين اروح ؟؟
الشرطي : هون عندي ، اعطيني معلوماتك ، اسمك كامل وكل شي كان بالمحفظة لما انفقدت
أنا : ماشي ، سجل عندك ... مي احمد يوسف العورتاني
بدأ الشرطي بكتابة الأسم ، مديتلكم حالي من الشباك لما صار راسي في نص ام الصفحة اللي بكتب فيها الشرطي وانا اتابع  وبصوت عالي : العورتاني هه مش العوراني ترى انتو على طول بتغلطوا باسمي!!
الشرطي حط القلم عند اسمي عشان يثبت لي انه كتبه صح ، وهو يتمتم بصوت مكتوم : لا حول ولا قوة الا بالله ! شو هالصباح !
انا طبعا تجاهلت الموقف وسقتلكم الهبل تماما واتبعت : المفقودات هويتي الشخصية ورخصة السواقة وبطاقة البنك وخمسين ليرة . الشرطي لما سمع فيها خمسين ليرة امتعض ، يعني شكله طفران وفقد المصاري بسبب له معاناة شخصية ... ما علينا.
الشرطي : بسيطة ، تقلقيش ، هو طالما بطاقة البنك لحالها بدون رقم سري ما حد بقدر يسحب مصاري.
بتعرفو انا ساعتها هيك كشيت وصغرت وجاوبته بصوت واطي يعني يا دوب مسموع وبعد تردد : لا مهو الرقم السري في نفس المحفظة ، ولسة ما كملت واعطاني الشرطي نظرة !! ، يعني تقريبا عيونه طلعو من محلهم وهو يسأل بكل استنكار الدنيا حاطة الرقم السري مع البطاقة ؟؟!!!!!! ، وبدون ما يستنى جواب تابع بسؤال آخر : طيب خبرتي البنك عن البطاقة ؟؟
أنا باندفاع شديد وصوت قوي : لا طبعا ، مش جنابهم معطلين جمعة وسبت !! ، شفت في عيون الشرطي ضيق شديد ،  يعني بالعربي مخنوووووق من سماواتي ، بس يبدو انه اختار انه يتجاهلني تماما .
الشرطي : المهم الحقي وقفي البطاقة قبل ما ينسحب مصاري
أنا : مهو انسحب وخلص ، لعاد انا شو جايبني عندكم آه ؟؟
ساعتها الشرطي قبعت معاه ، يعني خلص الموضوع زاد عن حد ه وقال ك ولك يا عمي مش قلتي محفظتك ضايعة ، انتي قلتي انه انسحب مصاري ؟؟
أنا : اه انسحب مصاري ، اربعمية ليرة !!!
يبدو الشرطي من عميان قماره ما سمع مزبوط  ، فقال : اربعين ليرة بسيطة !
أنا : ولك يا عمي شو اربعين بقلك اربعمييييييييييييية !!!
وما شفتلكم الا الشرطي انتفض زي اللي مسكه سلك كهربا وانطلق يرغي ويزبد : اربعمية ليرة ياللي ما تخافي ربك !!! وطلعلي من باب الكشك ، شايفة هدول الدرجات (مدخل المغفر) .. بوجهك وعلى طول على مكتب البحث الجنائي .. قولي بدي اقدم شكوى ! اربعمية ليرة !!
طبعا انا للي ما بعرفوني كويس ،في مواقف الانفعال الشديد بتقلب معي على تناحة ، فبدكم تحكو تنحت فيه هيك شوي مش مستوعبة شو بحكي وهو استدار ودخل الكشك مرة تانية على اساس اني بديت الحركة وطلعت الدرج .
ولا في شرطي واقف على راس الدرج شكله متابع الحوار من اوله ينادي باعلى صوته على الشرطي صاحب الكشك : احمااااااد بعدها واقفة !
وانا اسمعلكم هالجملة وطيارة على الدرج ، مهو خفت من أحمد يرجع يشوفني متنحة وواقفة ، يعني لو صار لاحقني ساعتها الله اعلم شو يعمل !
الحاصل طلعتلكو طيارة على الدرج ، ودخلت على ساحة المغفر يا دوب باخد نفسي ، وشفتلكم هالشرطة وهالضباط لسة ببلشو يومهم ، اللي داخل على مكتبه وبايده مج قهوة واللي بسلم ورديته واللي ماخذ واحد ماسكه من كتفه وبقله خلص هي اجو الجماعة اتكفلوك ، وواحد فيهم واقف بحكي على الموبايل كأنه مع امه
الضابط على التلفون : والله عارف يا حجة ، خلص يا بنت الحلال وكلي الله .
يما عارف انها بنت اخوكي ن خلص لا تخافي انشالله ذهبها احسن ذهب ولا يهمك . لسة الضابط بلف وجهه لقاني ملزقة بضهره وبتسمع على المكالمة .. رمالي نظرة هيك من طرف عينه وقال اتفضلي في اشي ؟؟
انا رسمتلكم البراءة ممزوجة بجرعتين هبل على وجهي .. والله لو سمحت بدي مكتب البحث الجنائي .
الضابط : المكتب اللي وراكي على ايدك اليمين ..

 

لفيت وجهي ونقرت على الباب بخفة وفتحت باب المكتب ، ولا شاب في منتصف الثلاثينات قاعد ورا هالمكتب وزلمي في الأربعينات هيك قاعد قدامه والتنين في حديث متصل يبدو ، رفع الضابط عيونه واتطلع فيي وقال : اتفضلي ستي ...
طبعا انا في هاي اللحظة تخيلت انه بحركات الضباط اللئيمة رح يعمل حاله بحكي معي وفجاة وبحركة غدر ، رح يقوم عحيله يرزع المواطن ( المتهم) اللي قدامه كف  يهوي به على صدغه فيلعن سنسفيل ابو اللي خلفه وهو يزأر ، بدكيش تعترف بالمعروف آه ولك ... ماشي انا اللي بعرف كيف اخليك تحكي ، والله لاخليك تنسى حليب امك يا
وسخ !!، ثم يتبعها بصفعة إضافية لاحقة بقوة ساحقة ماحقة وهو يهدد ويتوعد !
وهنا يفقد المواطن ( المتهم ) توازنه من قوة الصفعات وبنزل على ركبه وهو يستغيث بصوت باكي : ول مشان الله ياسيدي ، والله ما خبيت عليك اشي وهون بلف الضابط من ورا المكتب وبتناول المتهم من قبته وبقومه على حيله وباقوى ما عنده بسطحه بوكس في بطنه وهو بصرخ .. وكمان بتحلف بالله كذب يا حيوان ... انا بفرجيك كيف بدك تعترف وانت بتلف حوالين حالك !


طبعا استنكاري الشديد لاسلوب الضابط في التحقيق انعكس امتعاضا مشوب بالخوف على وجهي واذ صوت يناديني ... يا ستي اتفضلي ارتاحي دقايق وبكون معك ، عدت الى ارض الواقع واذ الضابط بعزم المتهم يشرب كاسة الشاي اللي محطوطة قدامه ، ويتبادلون ارقام الموبايلات !!!
طبعا سرت بخطوات بطيئة حتى استقريت على اخر كنباية (اريكة بالفصحى .. لامتى بدي اضل اعلمكم !)  اللي محشورة بالزاوية وقعدت ارتاح .


طبعا استمر الحوار بين الضابط والرجل الجالس بمقابلته- ويا للعجب- بمنتهى الهدوء ، الضابط بيقول له : لا تحمل هم اي واحد فيهم اذا بيحاولو يضايقوك ولا بتفلسفو بأي اشي هي تلفوني معك اعطيني تلفون بس ، سمعت الرجل يهمهم بعبارات الشكر بلهجة مصرية وفهمت من الحوار ان هناك مين مقرف الزلمي هاد لأنه مغترب 
يعني مجرد مداعبة بين الاشقاء الاردنيين والمصريين .. بس شكله هاد الضابط ما عنده حس الفكاهة نكد الموضوع وصف بجنب الزلمي المصري ضد ابناء بلده ( عاجبكم هيك ؟؟) ... اتنيلو بعرف انه عاجبكم (على اساس كلكم صرتو تقدروا الحق والخير والجمال) !! 
المهم طلع الشقيق المصري من المكتب وهو يتبادل التحيات مع الضابط .


طبعا انا مع كل اللي صار معي من الصبح كان شعري منكوش ووجهي اصفر على سواد ، يعني بدكم تقولو شكل لا يسر عدو ولا حبيب .
المهم اتطلع فيي الضابط باهتمام وسال : خير انشالله مالك وجهك اصفر هيك على هالصبح ؟؟؟ ، لا تقولي لي بدك
تتشكي على جوزك ضاربك ؟؟


أنا : والله يا ريت هيك ، انا انسرقت وجاي ابلغ !


الضابط: مين جوزك سرقك ؟؟


نظرت في الضابط نظرة بما معناه (اللهم طولك يا روح) : يا سيدي انا اصلا مش متجوزة .. ماشي ؟؟


الضابط : معلش معلش هدي اعصابك ،اتفضلي عندي خليني اخد معلوماتك ، هويتك لو سمحتي .


أنا : سلامة تسلمك ، راحت مع المحفظة .


الضابط : رخصة ؟ اي اثبات شخصية ؟؟


أنا : يعني جاي ابلغ عن سرقة الوثائق بتطلب مني اثبات ؟؟؟ مهو مسروق ، شو اعمل انا ؟؟


الضابط : كل ورقك انسرق ؟؟ ما في معك ولا اشي ؟؟


أنا : استنى اشوف ، في جواز السفر بنفع ؟؟


الضابط : هو اللي بنفع ، خير انشالله .


وناولته جواز السفر، وفتح على صفحة المعلومات اللي فيها الصورةعشان يتحقق انه جواز السفر الي ...  طبعا علمكم انا كنت مزبطة حالي بصورة الجواز وهيك متكتة وشكلي لطيف ، وهاد صار يتفرج في الصورة  يرجع يطلع بوجهي ، مرتين تلات هيك ورا بعض


أنا : اه هادي أنا مش حدا تاني .. بس عاد سمة البدن بتعمل اكتر من هيك ... مر طيف ابتسامة على فم الضابط استدركها سريعا وبدا بتسجيل معلومات على ورقة عنده .


الضابط :  آه ستي شو صاير معك ؟؟


أنا بسرعة شديدة  : انسرقت محفظتي ، وكان فيها الصراف الآلي وكلمة السر وانسحب من الصراف اربعمية ليرة ، واصلا كان فيها خمسين ليرة كمان !!


يعني هون الضابط زي ما تكون ضربته كف على خلقته : ول اربعمية ليرة مرة واحدة وكمان خمسين ، صحيح لو جوزك ضاربك كان اهون .


أنا : مش قلتلك !!


الضابط : عندك شك بحد معين ؟؟


أنا : لا والله يا سيدي ، يعني اكيد وقعت مني بالشارع وحد اخدها، او وانا بشتري خضرة .


مسك الضابط التلفون وحكى مع شخص يبدو اعلى منه رتبة !
الضابط : صباح الخير سيدي ،  الله يخليك يا سيدي ... والله عندي الست مي مسروق منها 450 ليرة وبدها تقدم شكوى
الضابط : ايوة يا سيدي ، لا لا مش شاكة بحدا ... ايوة انا برضه قلتلها .. يعني لازم تطلع عندكم ... خلص ماشي يا سيدي صار.


واقفل التلفون ونظر الي مليا ثم قال : ست مي بدك تطلعي على مركز البحث الجنائي وتبلغي هناك ، هون ما بنفع.


أنا : ماشي الحال بس يا ريت توصف لي وينه عشان انا ما بعرف .


الضابط : المركز في الشلالة ، يعني اطلعي تاكسي واطلبي يوديكي كل تاكسيات البلد بعرفوه .


ولمن لا يعرف حي الشلالة بالعقبة هو حي من احياء البلدة القديمة حي غير منظم وبه كثافة سكانية هائلة والكثير من الطوشات  يمكن عشان هيك حاطين مركز البحث الجنائي هناك ، الى جانب انه في اعلي الحي وتقريبا ببطن الجبل في موقع للنور حيث يكثر عمل المومسات من الطبقة الفقيرة المعدمة ، يعني مش من طبقة الروسيات والاوكرانيات .... شو هالحكي !! .. الله يستر على كل الولايا !!


أنا رديت بكل استنكار : اهلا ، بالله شو !! ... بدك اياني اطلع على البحث الجنائي اللي بالشلالة بالتاكسي ؟؟؟ ... ايون يخوي عشان شفير التاكسي يقلك هاي فيها وما فيها!!


زي ما اكون لمحت ابتسامة على وجه الضابط وهو بيقول : والله يا ستي انا كان نفسي نوصلك بواحدة من سياراتنا ، بس يعني علمك اهل العقبة ما بسيبو حدا بحاله ، يعني يشوفوكي مشرفة بسيارة النجدة وطالعة على مركز البحث الجنائي ، يعني هيك بتثبت عليكي السمعة ، بس على راحتك بتحبي بنوصلك .


أنا : لا لا شكرا ، انا بحكي مع حد من اخواني بوصلني.


الضابط : بكون احسن برضه.


أنا بدكم الصراحة يعني هيك اتاخدت ، يعني انا ليدي معقول ادخل على بحث جنائي وشلالة ؟؟ ...... يعني هيك ما عجبني الوضع ، بس عاد المضطر يركب الصعب ، والحب لا يكيل بالبتنجان ... بس بدكم الصراحة فضولي غصب عني شدني اعرف شو القصة! 
... يعني شو الفكرة انه تنفقد المحفظة شي عشر ايام بعدين يقرر الحرامي يسحب المصاري ؟؟ ... وليش يسحب بس 400 ويخلي لي 200 امشي فيهم حالي لآخر الشهر ؟؟ .. يعني والله الواحد سارق وسارق يسرق كل المبلغ وان سرقت اسرق جمل وان عشقت اعشق قمر .. الموضوع فيه غموض ...بلشت تحقيقات مسلسل (، مسرح الجريمة CSI أن أن أاااااااااااااااااا)


اتصلت بأختي سماح وخليتها تطلع من شغلها وتيجي عشان السيارة معها ، حتى نروح لمركز البحث الجنائي بشكل محترم ... أختي يا جماعة الخير يعني ما شاء الله عليها زيها زي اختها اللي هي انا يعني قبل الكمال بشحطة صغيرة ، هي في عندها بس شغلة هيك بسيطة لا تذكر بالمرة .. انه نجمها خفيف .. يعني اي شغلة بتربكها وبتكركبها .. واذا مسكتها في حالة ما هي متكركبة ممكن جدا تقنعها انها هي السبب في خزق الاوزون ... المهم ما علينا


امشي امشي امشي بهالسيارة ، ولا يا محترمين يطلع مركز البحث الجنائي في آخر ما عمر الله يعني صاير آخر الشلالة من فوووووووووق وصاير فعلا في بطن الجبل ... يعني شكله هيك هيبة وبخض ... نزلنا من السيارة وانا اخدت بوجهي وداعمة بدي ادخل ، والشرطي اللي عالباب وقفني...


الشرطي ينظر باستهجان باقتحامي مركز امني ونظرة عيونه بتقل ( شو مالها هاي ؟؟ هبلة ولا مضروبة عراسها ): اتفضلي ؟؟


أنا : عندي موعد مع الضابط 


الشرطي : اسمك لوسمحتي ... اعطيته اسمي واشار لي بالاتجاه اللي امشي فيه طبعا واختي معي 


كان مجموعة اشخاص واقفين في الساحة الخارجية ، طبعا ما حاكيتهم ضليت داعمة على المكتب جوة .. ناداني شرطي واشار على شخص واقف في الساحة الخارجية وفهمت انه اكبر ضابط فيهم يعني بالرتبة ، بس انا ما بفهم بالرتب عموما فرح اسميهم كلهم ضابط .
انا : السلام عليكم 
الضابط : وعليكم السلام ، انتي تبعت المحفظة ؟


اشرت براسي انه نعم ، قال : طيب اتفضلي معي .. وقاد الطريق الى المكتب ونحن وراه بجو من الرهبة المصحوب بإطمئنان .. يعني الضابط شكله هيك ابن حلال.


الضابط : اتفضلي.


فدخلنا انا واختي وقعدنا .. هو اتطلع فيها هيك نظرة غريبة وقال: مين الأخت ؟؟ ، قلتله هاي اختي ، قال: وانتي موافقة تحضرمعك الشكوى ؟؟ ... طبعا انا استغربت منه .. قلتله: آه ليش ممنوع يعني ؟؟ معلش انا ما بعرف في القوانين هاي ؟؟ .. قال : لا طبعا مش ممنوع ، بس لازم اسال .


الضابط : طيب انا رح احرر المحضر حتى اخد معلوماتك والشكوى كاملة .


أنا بكل هيبة ووقار : اتفضل.


 وسحب هالورقة من الدرج وبلش يسجل .


الضابط : الاسم كامل لوسمحتي


أنا : مي احمد يوسف العورتاني ... وعيني على القلم شو بكتب ... يعني اكيد رح يكتبها عوراني ... لا, سليمة كتبها صح !


الضابط : الحالة الاجتماعية ؟


أنا زي الطلق رديت : مطلقة .... ايون احسن ما يعمل فيي زي الضابط الأولاني جوزك وجوزك !


الضابط : هويتك لو سمحتي .


انا : ضاعت مع المحفظة .


الضابط : الرخصة ؟


أنا:برضه .. مع المحفظة 


الضابط :دفتر العيلة ؟؟


أنا بانفعال ونبرة صوت المظلوم : ما بحب احمله ، خلوني فيه زي القردة لحالي ، قلك ما بقدروا يسجلو ابني معي في دفتر عيلتي أنا لأنه مطلقة ، لا يا سيدي وكمان لازم يضل في دفتر عيلة ابوه بالرغم ابوه اصلا مش عايش هون في البلد !!


الضابط بدهشة على ردة فعلي الغير متوقعة ابدا ,انه وين الصلة بموضوعنا ؟ ، وبدا يظهر بعض نفاذ الصبر في عيونه : طيب ماشي ماشي هدي حالك !


الضابط بشيء من الاستفهام المبهم : يعني ما معك اي اثبات شخصية ؟


أنا : لا في .. هي معي جواز السفر بمشي حاله ؟


الضابط بشيء من الاستغراب : لا ؟؟ وليش مخليتيه معك ... اول ما ترجعي يا ريت تضبي لي اياه بالبيت شكلك انتي ما الك على الوثائق الرسمية .


تناول جواز السفر مني واكمل تسجيل المعلومات ... 


الضابط : طيب امتى اول مرة فقدتي المحفظة فيها ووين ؟


أنا طبعا لا عارفة امتى ولا عارفة وين ، واخر تاريخ سحب ساحبته في 28/02/2011 يعني كان لسة الراتب ما نزل .. ومن يومها وانا ما فقدتها الا تقريبا بتاريخ 04/03 /2011 ، والسحب تبع الحرامي صار بتاريخ 12/03/2011 ، يعني لو حكيت هيك للضابط ممكن يطردني من المركز بالشلاليت .. ويقولي والله وهسة تذكرتي تعمليلك اشي!! ... الله معك يا عمي طريقك مهونة وفرجيني عرض كتافك !.. فطبعا قررت اكذب !


أنا : انا يوم الخميس الماضي ، ( واحنا كنا يوم الأحد ) عملت مشتريات البيت ، يعني لفيت على اكتر من محل واشتريت اغراض وما فقدتها الا لما رجعت عالبيت .


الضابط : طيب يعني ما اشتريتي شي واكتشفتي انها ضايعة ؟


أنا : بدك الصراحة دايما بتضيع المحفظة بشنتتي لانه شنتتي كبيرة ، ولما اطول وانا بدور عليها في الشنتة اختي بتنرفز وبتدفع منها .. وبرجع بلاقي المحفظة بالشنتة عادة يعني بس من كتر الاغراض بكون مش شايفتها.


الضابط بلهجة اقرب لكتمان الغيظ : ايوة ، يعني بتضيعي المحفظة على طول حتى لو بالشنتة .. ماشي


أنا: يعني ممكن تكون ضاعت في اي مكان ، في السوبرماركت او الخضرة او الصيدلية ... بصراحة مش محددةالضابط : طيب يا ست مي لو تركزي معي بس شوي ، لما فقدتي المحفظة وفيها الفلوس وبطاقة الصراف ليش ما الغيتي البطاقة تحسبا ؟؟


أنا بتبرم وضيق من اعادة الاجابة على هذا السؤال كل مرة : مهو البنك مسكر جمعة وسبت !! وين اروح اخبر آه ؟؟


عيون الضابط حسيت هيك كانهم بلشو يطلعو من مكانهم وهو برد علي : لا اله الا الله ! مهو في تلفون شغال 24 ساعة بس عشان هالشغلة !


قاطعته بغيظ : يا سلام !! وانا شو بعرفني ؟؟ على اساس كاتبين هيك على البطاقة !!، ولا كاينة مشتغلة ببنك قبل هيك !


وهنا طاف الالهام على اختي وقالت وكانها اكتشفت كنز كان غايب عنا : ولك صحيح مهي رضا (اختي التانية ) كانت شغالة ببنك واكيد بتعرف بس انتي ما سالتيها !


وهون الضابط ، طرق لك بايده على جبهته بنوع من فقدان الأمل والاحباط الشديد : كمان ؟؟ يعني عندك اختك كاينة شغالة ببنك وبرضه ما سالتيها ؟؟


أنا : انا اصلا ما كان عندي شك واحد بالمليون انها مسروقة ، فكرت حالي مضيعتها زي كل مرة .. وبعدين البنك كل مرة بضيعها بدفعوني 5 ليرات ، يعني بيجي صاروا ماخدين مني فوق 30 ليرة !


هون الضابط تقريبا وجهه صار دم من القهر : وانتي ليش كم مرة مضيعتيها ؟؟


أنا بصوت بالغ الخفوت : مش عارفة يمكن خمس ست مرات ، الصراحة مش متذكرة .


الضابط بغيظ : آه ، ايوة مش متذكرة !! , وتابع : خليني ماشي معاكي ، يعني انتي شو الاجراء اللي اخدتيه لما فقدتي المحفظة ، هيك عادي ضليتي ساكتة كانه ما صار اشي ؟؟


أنا بكل فخر: لا طبعا ، معقول ؟؟ ..... عزلت الخزانة كلها وانا بدور !! يعني شو بدي اعمل اكتر من هيك !!


يا اخوان ما بعرف ليش حسيت لكم الضابط زي ما يكون مخنوق مني ، جاوبني هيك بصوت مكتوم : لا طبعا ، شو في اشي ينعمل غير تعزيل الخزانة ؟!


تابعت حديثي :  وسالت عنها كل اهل البيت احسن ما اكون اعطيتها لحد يسحبلي ونسي يرجع لي اياها !


الضابط : يعني ممكن تكون انفقدت مع حد تاني غيرك ؟؟ 


أنا : لا ما ظنيت ، هو في الغالب انفقدت مني انا، بس الصراحة ....
قاطعني الضابط وهو يهز راسه يمنى ويسرى بأسى وأكمل جملتي : مش متذكرة !!


وهون حبت اختي تساعدني ، شكلها حست انه الضابط مخنوق مني فقالت : لا وكمان عزلت التلاجة وخزاين المطبخ ... وانا واختي تبادلنا ابتسامة المساندة ما بينا وبين بعض وهي تدلي بدلوها في الموضوع.


هون الضابط ترك الورقة والقلم وحط كفوفه على وجهه واستند على اكواعه ونظر لأختي وسالها باستنكاروشوية ضيق في التنفس : الثلاجة ؟؟!


سماح وهي مستميتة بالشرح : اه التلاجة ، مهي اخر مرة ضيعت المحفظة طلعت حاططتها بالفريرز ، فحكينا يمكن هاي المرة كمان .


يا جماعة الخير هون الضابط رمى نظرة لأختي تقريبا معناها : شكله الهبل في العيلة وراثي !! ، واعطاني نظرة الي شخصيا معناها : ياااااااااااااااااااا صبر ايوب !! .....   أخد الضابط شهيق طويل ، مش عارفة شكله يا حرام عنده ازمة في صدره ولا اشي مضايقه .. المهم ما علينا


الضابط: وامتى اكتشفتي انه صار سحب من البنك ؟؟


أنا : امبارح الساعة 6 مسا بالضبط .


الضابط : وانتي كيف عرفتي ؟


أنا : مهو انا عندي خدمة الرسائل من البنك ، مجرد ما بيصير سحب بيبعتلي مسج .


وهون يا جماعة حسيتلكم الضابط زي ما يكون بركان وانفجر : وليش ما خبرتينا بساعتها ؟؟؟ كان الدورية مسكته مباشرة !!!


أنا يا جماعة شفتلكم اياه نفض حاله وقام عن الكرسي وبيجي نصه الفوقاني صار طالع بعد طاولة المكتب وهو بحكي ، هيك انصدمت من انفعاله ... وانا لمن لا يعرفني لما بنصدم رد فعلي الاولي بكون عفوي وبدون تفكير وبانفعال شديد ..


فأنا وبنبرة صوت عالية بعض الشيء ولهجة تنبيء بأني ملتزمة بالدفاع عن نفسي لآخر قطرة : يا سلام يخوي ، على اساس رقم موبايلك معي احكي معكم واخبركم !! ، وتابعت باستنكار شديد : وين اخبركم آه ، والله شغلة ؟!!


هون الضابط نظر الي نظرة عمري ما بنساها ليوم الدين هيك حسيت عيونه بحكولي ( منك لله يا شيخ ، وكلت فيكي القوي اللي ما بنام ) ... وحط ايده على صدره الجنب الشمال عند القلب شكله في اشي نخزه ورجع قعد محله .... ما علينا شكله الرجال مريض .


طبعا انا واختي اتكهربنا ، وهيك من جو التوتر بتحس الهوا بدك تقطعه بسكين ، صفن الضابط هيك برهة من الزمن وهو داير وجهه ناحية الشباك وينظر في الافق بدون تحديد.


وحكى بصوت واطي كانه بحكي مع حاله مش معي ، وكمان اصلا ما التفت لي وقال: انتي عمرك ما سمعتي بأرقام النجدة ؟؟
أنا بتبرم : لا طبعا سامعة فيها وبعرفها.


الضابط بهدوء شديد : طيب وليش ماحكيتي معهم ؟؟


أنا : لا مهو انت مش عارف هدول الارقام للطوشات ، يعني بس تصير هوشة في الحارة بنحكي معهم !


التفت لي الضابط بحزن واسى وقال : ايوة قلتيلي للطوشات ، غير هيك ما بنفعو ... ماشي .


هون بدكم الصراحة عزت علي نفسي على الآخر ، يعني شو قصده ؟؟ .. اني انا جاهلة ومش عارفة اشي !!! ، يعني بجد ليش هيك هو بعاملني ؟؟ .. مين فيكم بعرف انه اذا خبر عن انه بنسحب مصاري من حسابه في البنك ممكن دورية قريبة تتحرك فورا وتمسك الحرامي ؟؟ .. ايون شفتو أنا برضه قلت هيك يعني ما بتتبادر لذهن الواحد !!


وفي لحظتها قررت اهاجم الضابط ، يعني مش هو بس عاملي فيها ابو العريف رفعت له حاجبي وبصوت اللي ماسك ممسك رديت : اصلا انتو الحق كله عليكو !!


رفع حواجبه ونظر لي باستغراب واستفهام واستنكار كله بنفس ذات اللحظة وقال : احنا ؟؟ الحق علينا احنا ؟؟


جاوبت وانا حاسة حالي في ميدان التحرير و بطالب بحقوق الشعب كله : طبعا غلطتكم ، وين هاد الحكي مكتوب ولا معلن عنه ، يعني هو الواحد بده يفتح مندل عشان يعرف هادي الاشياء ولا يشم عضهر ايده ؟؟


تعرفوا انا طول عمري بقرا عبارة (أسقط في يده ) بس عمري ما شفتها مجسدة زي ما شفتها في شكل الضابط لحظتها ! ، التفت علي وحسيت كأنه في هادي اللحظة من عمره بالتحديد قرر انه يستقيل من الحياة ، ويا ريت ربنا يوخده ويرحمه مني !(الله يسامحه مع اني انا حبيته ) .. المهم
وبعد لحظات بدت وكأنها سنوات : يعني فوق كل اللي عملتيه وبدك تبلينا بمصيبة ؟؟ ، كويس ما تطلعي تحكي في عنا ترويع مواطنين !


أنا : ليش مالي شو اللي عملته ؟؟ انا ما عملت اشي !


الضابط : اذا صارلي نص ساعة بحاول اخذ منك شغلة واحدة بس اكيدة احطها في المحضر وانتي لا عارفة تعطيني لا حق ولا باطل ، لا عارفة ولا متذكرة ولا مركزة ... وبعد هاد وكله طلعنا احنا الغلطانين!


وهنا برقت في عين الضابط بارقة أمل وانتعشت فيه الحياة واستبشرت اساريره فجاة وكانه وجد الحل والحلقة المفقودة وقال : شوفي احكيلك ، انا فهمت حالتك ، انتي بتطلعي من هون على الصيدلي بتشتري علبتين ( فيتامين ب12) ابر-هه- مش حبوب ، انتي حالتك ما بنفع فيها الحبوب وبتوخدي ابرة كل اسبوع .. وانشالله بتصير امورك تمام (ابر يعني حقن ) .


ابتسمت له بكل ثقة بالنفس وجاوبت : ما انا بأخد ابر (فيتامين  ب12) صار لي فوق السنة !


هون الضابط تقريبا صابه انهيار عصبي وعيونه فنجلو وقال لي بكل وضوح : اسمعي احكيلك ، مش بعد كل هالغلبة معاكي لما نعرف مين الحرامي ترجعي تتنازلي عن القضية ، هيني بحكيلك من هسة !


وهون طبعا سماح تدخلت بكل هدوء وترفع وقالت : لا شو هالحكي ، احنا شو بدنا فيه ، بس يرجع لنا مصارينا وما بدنا نعمل مشاكل !
الضابط ما مسك حاله ، وضربها نظرة حارقة نارية فسرتها انا بالشكل التالي ( الله يحرقك ويحرقها ، عيلة عاهات ) ولكن في لحظة تبادر لي انه استجمع شتات نفسه واكتشف احسن طريقة ينتقم فيها مني ومنها وقال وفي عينه لمعة ذات مغزى : ترى على فكرة غالبا الحرامي بكون حد قريب من الشخص المسروق ... قال هذه الكلمات واتبعها بنظرة ذات مغزى لسماح ومن ثم انتقل بالنظر لي يحرضني ان افهم مغزاه.


هون سماح شبت على حيلها وقالت : اي لالالالالالالالالالالالالا شو مالك !! ، وتقريبا كانت من هول صدمتها مقتنعة انها هي فعلا الحرامي فعلا .


الضابط اتفاجا بردة فعلها  عليه ، فنظر لها نظرة مطمئنة وابتسم ابتسامة خفيفة وقال : بمزح بمزح






 ويبدو انه فقد الامل في اي معلومات مفيدة فقام بكتابة محضر الشكوى وطلب مني قراءته والتوقيع ، طبعا انا ما  قراته (له يا شباب صار في ثقة بيني وبين الضابط ) ووقعت عمياني ...


.الضابط : خلص يا ست مي ، احنا من هون رح نخاطب البنك ونطلب منهم الصور للوقت اللي صار فيه السحب 
،وان شاء الله خير


أنا : طيب وامتى اراجعكم ؟؟


، حسيت انه قاعد بزحلقني بس حكيت يالله يا بنت خليك مع العيار.


الضابط بابتسامة مصطنعة : لا تراجعينا ، احنا رح نحكي معك


أنا : لا معلش انا بدي اي وسيلة اتصال معكم ... لمحت في نظرة الضابط نظرة تشفي وانتقام وهو يقول : والله هذا اذا بين وجهه للحرامي من اساسه ، مش ممكن يكون لابس نقاب ؟؟


بلعتها وانهيت المقابلة وعندي شك انه ممكن هالعملية تجيب اي نتيجة.(عجبكم هيك الضابط بنتقم مني وبشحتفني ؟؟) ، سكتت
طبعا انا كنت من شي عشر ايام فاضحة الدنيا وانا بحكي عن سرقة المحفظة لكل الناس يعني حتى طوب الارض ، لانه راسي انحرق من هالشغلة ، والشهادة لله الناس كلها تفاعلت معي وكانو مجموعة من الناس يتصلو معي يتطمنو ويتابعو الموضوع
بالموبايل .بعد 3 ايام وانا في الدوام اتصل فيي ضابط (غير تبع الشكوى)


الضابط : مرحبا ست مي معك الضابط / محمد الشمايلة .


أنا : اهلا اهلا ، خير انشالله .


الضابط ك لوسمحتي تمري علينا اليوم ضروري . وصلنا السي دي (C D) اللي من البنك .


أنا بتهكم : والله ؟؟ وبين معكم الحرامي ولا لابس نقاب ؟؟ 


!الضابط : لا اتطمني بينت معنا الحرامية ، بس ضروري تيجي تتعرفي على الصورة لأنه من شكل وهيئة الحرامية
اعتقد انك رح تتعرفي عليها 


أنا بدكم الصراحة اتفاجات ، يعني واحدة مش واحد !! ، ومين هاي اللي عندها الجرأة تعرض حالها لاحتمال 1% انه الشرطة يمسكوها .. المهم سكرت الموبايل مع الضابط واتصلت بأختي سماح عشان اهلس عليها واقنعها انه هي اللي مبينة بصور البنك وهي بتسحب من الصراف في العقبة ... ويعني لولا شوي كانت رح تقتنع الا لما ذكرتها انها يومها كانت مسافرة لعمان ... (شوفتو ساعات بتذكر شغلات) .
  
ما سكرت التلفون مع سماح الا صبية من معارفنا (هي بالاصل صاحبة سماح وعرفتني عليها) بتتصل تتطمن علي وشو صار معي وكانت صار لها 3 ايام ماخدة اجازة من شغلها وما حكت معي ولا اتطمنت علي ، مع انها كانت تحكي بشكل يومي وتفكر معي اذا كنت انا ضيعت المحفظة وين ضيعتها ، بس لما حكت حسيت صوتها مش مزبوط ومع غيابها عن شغلها حسيت انه عندها مشكلة
وغالبا مع جوزها ... 


أنا : صوتك مش عاجبني ، مالك ؟؟


هي : لا ما في اشي ، انا منيحة . آه خبريني شو صار معك لقيتي المصاري ؟؟


أنا : اه الحمدلله ، لقيو الحرامي ، طلعت واحدة تصدقي ؟؟!! واكيد رح يجيبوها ، بس انتي مش عاجبتيني صوتك بحكي مالك اشي وكمان صارلك 3 ايام مجازة ، مريضة ولا نكد ؟؟ 


هي : في هيك شغلة ، بس بدي تمري علي اليوم في البيت بعد ما تخلصي شغل .. وانقلب صوتها الى ما يشبه البكاء الخفي .
انا ما حبيت احرجها اكتر من هيك وفعلا رحت لعندها مباشرة من الشغل ، حتى انقذها من الوحش الفظيع اللي اسمه جوزها ( مع اني بعرف انه حد محترم ومسالم جدا ، بس يا مآمنة للرجال يا مآمنة للمي بالغربال)


وصلت لها للبيت دقيت الباب، فتحت وهي شكلها بيدل على وجود مصيبة ، عيونها وانفها احمر من كتر البكا وشعرها ملخبط وهيك كل وضعها زفت .


أنا بدون اي مقدمات : مالك ؟؟ ليش هيك شكلك ؟؟ شو صاير معك ؟؟


هي : انا بدي اروح معك عالشرطة .


أنا : ليش بدك تشكي على أحمد (جوزها)، ليش شو عملك احكي لي بلكي اعرف احل المشكلة .


هي : لا مش عشان احمد ، انا بدي اروح عشان اعترف .


أنا بدهشة وعم تصديق وترقب : تعترفي بشو ؟؟


هي : أنا اللي اخدت المصاري ، وبلشت تبكي وتلطم ... وقفت هيك للحظات مش عارفة احدد بالضبط مشاعري في لحظتها ... بتتوقعو انه الواحد بهيك موقف يصرخ يشتم ويمكن تفلت ايده ويضرب ... بس الاحساس الوحيد اللي حسيت فيه القرف ..
فعلا القرف ! 


مرت في بالي بشكل فلاشات كيف كانت تمزح معي على نسياني وكيف اضيع البطاقة وكيف تحاول تعصر مخها معاي حتى اتذكر ، وكيف حكيتلها انه كان المفروض ادفع من الفلوس اخر قسط مدرسة  لابني وهي تصبر فيي وكثير كثير من التفاصيل التي لا يمكن ان تشاركها الا لمن تامن له ... لا والغريبة مش يوم ولا اتنين اكتر من 12-13 يوم وهي مرافقتني بكل تفصيلة .. هاي ؟؟ اللي بيني وبينها عيش وملح زي ما بقولو ؟؟ ، ياااااااااااااااااااااااااااه !!


المهم رجعت لوعيي وشفتها وهي نازلة لطم وعياط .. طبعا ما اتأثرت ولا لحظة بكل اللي بتعمله ركزت في عينيها وسالتها : ليش هيك عملتي ؟؟


هي متابعة البكاء واللطم : والله ما بعرف والله ما بعرف


أنا : انا بعرف انك مش محتاجة وانك معك بالبنك اكتر مني ... حتى لو كنتي محتاجة كنت داينتك .. بس ليش هيك ؟؟، انا هيك مش ضامنة غدرك باي شي ، الله اعلم شو بطلعي عني اشاعات ، وشو بتطعني فيي بضهري .. مهو خاين الامانة والغدار مش رح يغدر بس في اشي واحد !
وبعدين كل الفترة شايفتيني بعزل وبلف حوالين نفسي وساكتة ؟؟!! ... وبتحكي وبتمزحي معي عادي ..... يا جبروتك !!
طبعا ما استنيت انها ترد ، قلتها انا هلا بدي اروح اشوف الضابط واعرف شو ممكن اعمل .


حكيت مع الضابط على الموبايل قلتله هيك هيك القصة ، وانا ما بدي ارفع عليها قضية شو اعمل ؟؟ ، اخبرني بوجوب الحضور الى المركز  وهناك سنفكر بالامر.
ذهبت الى المركز وكان هناك ضابط آخر غير صديقي اللي انجلط مني ، فسالت عنه وجاوبوني انه تغير في حركة التنقلات ... بس بيني وبينكم حسيت انه هو اللي مش حابب يشوفني ... عرض علي الضابط  السي دي وإلا هيها الست مشرفة وبتسحب الفلوس بكل وقار وهيبة !!


الضابط : تعرفتي عليها ؟؟


أنا : اه يا سيدي هي  نفسها ما غيرها !


الضابط : طيب ولسة مصرة ما بدك ترفعي  الشكوى بحقها ونحولها للمحكمة ؟؟


أنا : ايوة


الضابط : ما بنصحك ، المفروض تاخد عقابها .. وبعد نقاش مطول بيني وبين الضابط عن انه الواحد لما يعفي عن حد آذاه بيعمل هيك عشان ربنا مش عشان هل هالشخص بستاهل او لا .. شكله الضابط عجبه المنطق تبعي فاخيرا وافقني على  اني ما ارفع عليها قضية ! ، الضابط حكى مع الحرامية وخبرها انه لازم تيجي فورا ، وهون نبه علي انها لما تيجي هو لازم يخوفها واني ما اخبرها اني متنازلة عن القضية .


شوي على بين ما دردشنا انا وصديقي الضابط الجديد وشربنا الشاي ، الا وهي مشرفة ... طبعا هو طلب مني اني اكون في غرفة تانية غير اللي بحققو فيها بس كان الباب مفتوح وانا ممكن اسمع الحوار .


وبمجرد ما قعدت على الكرسي في الغرفة التانية واشتغل خيالي شغل رهيب، متذكرين الكرنك ؟؟ ... سعاد حسني ؟؟ والممثل المعفن؟؟ أيون فرج ، لالا قبل فرج مش كمال الشناوي بلسع سعاد حسني كفين هيك مرتبين بدورها دور .. انا بلشتلكم افكر هيك وبعدين .. اف مين ضوا الضو ؟؟؟ 
 هاد الضابط .. يا زلمة وقتك هسة ، الفلم لسة ما وصلنا للمشهد الاغتصاب الرهيب !! 


الضابط : هي معترفة بكل شي وكل التفاصيل حكتها .


أنا : جد ؟ طيب امتى سرقت المحفظة ؟؟


الضابط : لما زارتك في شغلك قبل 15 يوم ، بتحكي انه كانت المحفظة واقعة على الارض هي شالتها حتى ترجعلك اياها وبعدين طمعت فيها .


أنا بنظرة المحقق اللي كشف القضية كولمبو يعني : ايون ، هيك يعني ! 


الضابط : عموما انا خوفتها وفهمتها انها لازم تبات في النظارة من اليوم ليوم الأحد حتى يداوم العقيد .


أنا : يعني عشان عندكم عطلة ؟؟


الضابط وكانه بياخدني على قد عقلي : ايوة اشي زي هيك


أنا : وعن جد هيك ؟؟ فطمأنني انه لا وهي ممكن تروح بس هو حابب يخوفها .


المهم انه كان لازم الضابط اللي فتح القضية هو نفسه يستاذنوه حتى ما يكملو اجراءاتها ويحفظوها بدون ما ينزلوها على المحكمة ! ، ومين يا حزركم هاد الضابط ؟؟
طبعا صديقي الأولاني ... ولا يتصادف يا مؤمنين انه هاد الضابط ما غيره كاين في مهمة وكمين وسهران طول الليل ومكمل لليوم وما وصل بيته الا من شي نص ساعة وشكله كانه مبلش بدو ينام وإلا بالضابط عندي بيرن عليه حتى يستاذنه :


 الضابط  :مسا الخير يا سيدي ، ايوة ايوة يا سيدي والله عارف انك يا دوب واصل البيت ، بس عندي قضية للست اللي انسرق منها الصراف وبدها تتنازل ... ايوة ايوة هي العورتاني يا سيدي ..


وبعدين سكت الضابط وصارلكم وجهه يجيب الوان ، وشكله وجهه رح يفقع من كتر الدم اللي فيه .... حسيت هيك والله اعلم انه الضابط اللي معاه على التلفون يشتمني.... 
مديت راسي لعنده وسالته : أمانة ما بطعم فيي ؟؟ ( يطعم بلغة الحفرتلية يعني يشتم ويسب سباب قد يحتوي الفاظ خارجة ، وبالنسبة لحفرتلية يعني زعران .... يووه يعني بلطجية )!!


أشار لي بيده انه لأ ، واكمل حديثه .. آه يا سيدي كل اللي بتقوله صحيح ، بس بتقول بدها تعفي عنها لله وهاد حكي ما بنقدر نقول عليه لأ .. ماشي يا سيدي بنقولها انه احنا مش مسؤولين عن فلوسها لو ما رجعو ... وأشار لي بيده انو موافقة فأشرت برأسي انه ايوة موافقة ... هنا رجعت تعابير وجه الشرطي كانه لا يتماسك بشدة كي لا تفلت منه ضحكة مدوية .. فلحقت به ومددت راسي كي اسمع الحديث الدائر وأنا أسال : أمانة ما بطعم فيي ؟؟
هنا يبدو ان الضابط لم يعد قادرا على تمالك نفسه من الضحك وهرول الى الممر كي يحظى ببعض الخصوصية ، بس وينكم عملت حالي طالعة اعطس برة الغرفة ورحت لزقت بضهره بدي اسمع شو بحكي ..


الضابط : والله ما انا عارف شو اقلك يا سيدي ، هاي المشتكية مضيعة بالمرة والمشتكى عليها تقول مضروبة على راسها ، يعني لا عندها سبب للسرقة  ولا محتاجة واعترفت بكل شي وشكلها مريضة بمرض السرقة ،  وهديك المضيعة بدها تسامحها  ، يعني يا سيدي علقة نسوان وما بعلم فيها الا ربنا!


يبدو ان الضابط المسؤول تعاطف مع زميله وانهى الموضوع ... هنا افهمني انني يجب ان اكفلها حتى يسمحوا لها بالخروج وعلى ان نعود انا وهي يوم الاحد لنكمل الاجراءات يوم الأحد القادم .


فعلا رجعنا يوم الاحد وحولونا على من وصفوه بالعقيد وعندما دخلنا الى مكتبه اشار لنا بالجلوس ، وتفحص الشكوى التي امامه ونظر اليها وقال : انتي مرتكبة حادثة السرقة ؟؟ .. اشارت براسها ان نعم ، فقال : لازم تتحول الشكوى للمحكمة ... انتي قمتي بجريمة سرقة وخيانة امانة والمشكتية اسقطت حقها ولكن بقي الحق العام ولازم تتحاكمي .


هون هي انهارت تماما وصارت تبكي بحرقة فعلية يعني مش زي الفلم اللي عملته معي صراخ ولطم ... لا بكاء داخلي حقيقي وصارلك شكلها زي امينة رزق  في فيلم ( لآعزاء للسيدات وهي بتفرك ايديها)... وتترجى بالضابط وهي مش قادرة تلقط نفسها ... وأنا طبعا يا اخوان اشتغللكم خيالي وبلشنا مشهد 30 من فيلم مدام اكس ( الله يرحم ايامك يا شادية ) ، وتخيلتها وهي لابسة  الجلباب الابيض والطرحة البيضا واقفة في القفص وابنها اللي عمره سنتين ماسك بطرف جلبابها وببكي بدو يكون معاها والقضبان فاصلة بينهم ، وجوزها قبل ما يصدر القاضي الحكم عليها بقوم من مكانه وبيقولها : انتي طالق ، طااااااااااالق ... وابوها بتصيبه ذبحة صدرية من هول العار وهو بينازع وبطلع بالروح بطلق امها عشان ربتها بطريقة جابت له العار ...  ييييييييه مين اللي ضوا الضو !!! افففففف


آه سيادة العقيد ، لا هاد ما بحكي معي بحكي معها .. أما يا جماعة بهدلها بهدلة ادبية مسح فيها البلاط بالادب حسسها قديش هي نذلة وخاينة وغدارة .. لما شو صارت تقريبا بدو يغمى عليها من الخزي !!


بصراحة انا الموقف كله عبعضه مع وضع الست شادية اثر فيي جدا فبلشت دموعي تهر على وجهي .. وانا لما بكي انسوا الموضوع نهر وانفجر وانفي بنتفخ وبحمر ... وبدك باكيت محارم ما بقطع سيلان انفي ... يعني بقلكم وضع زفت على الآخر ومحرج جدا على مستوى النظافة الشخصية كمان ( بتعرفو برابير وما برابير) ... 


 سمعت العقيد وهو بنهي الموضوع معها واخبرها انه سيتجاوز عنها بس عشان خاطر الست الطيبة اللي معك ( اللي هي انا ) والتفت كي ينظر لي ويخبرني ان الموضوع هيك انتهى ولسة ما شاف وجهي والبكا نهر .. الا وانفعل علي فقال باستغراب واستنكار شديد  ونطق بلهجته الكركية:


هييييييه ، يعني هي وقاعدة بتصيح وفهمنا وانتي لويه بتصيحي !! ( تصيحي = تبكي بالكركي) ، اقولك هي بدي اروحها وانتي اللي بدي احبسك ... تصدقي وتآمني بالله لو ما صرتي برة المكتب بمجرد ما اخلص جملتي الا احبسك واطلعها هي .


أنا زي الطلق لميتلكم شنتتي وركض على الباب يعني طيارة وهي وراي وضلينا نركض حتى وصلنا لباب المغفر الخارجي برة برة .. وانا كملت ركض ( خايفة يلحقني العميد) وهي تركض وراي وتناديني ... وانا وينكم يمكن صرت ماشية شي 30 متر قدامها لما استوعبت انها بتناديني ... ولا هي بدها ترجع لي المصاري .. اخدتهم وسالتها عن المحفظة تبين انها رمتها في الشارع بعد ما سحبت الفلوس.


اخيرا العبرة من هذه القصة : اذا بدك تحافظ على فلوسك عندك خيار من تنين يا أما بتخبي بطاقة الصراف في الفريزر أو بتخبي الرقم السري في ... وين فكركم ؟؟ .... أكيد في الفريزر.




تمت  


الأربعاء، 20 أبريل 2011

هلوسات واحد - صفر

حاولت ان تصف له مدى حاجتها لوجوده في حياتها فقالت مبتسمة كطفلة : اريدك صفر حياتي!!
اتسعت حدقتا عينيه وهو يطالعها بعتب وقال : انا لا اشكل لك الا صفرا ؟؟
هي بنشوة : ليس بعد لم تكتمل لي فتكون صفري بعد .
هو : اكتمل فأكون صفرك ؟؟ .. انا اعلم مدى جنونك واحبه ولكني لم افهم هذه ! فلا تتعبيني وافصحي ؟؟
هي : اريدك توازني وحياديتي ... اريدك ان تحمل جميع الاحتمالات الموجبة والسالبة العشرية والكسور .. وان تتساوى كلها بداخلك .. فيراك الجاهل لا تحتوي على شيء وانت تملك الكون جميعا.
هو : لكني بذلك لن اضيف لك شيئا ... الا يقولون وجود الصفر كعدمه ؟؟
هي وقد تغيرت نبرة صوتها الى ما يشبه الترنيم وحدقت بالأفق قائلة: هذا يعتمد على ما تختاره يا عزيزي ... اختيارك انت هو ما يحدد عمق مكانة وجودك..
هو بابتسامة المؤمن : اختياري أنا ؟؟ ... انتي كما عهدتك دوما تخفين تحت البساطة تعقيدا وخلف الوضوح مراوغة، اعترف بانك خدعتيني بمظهرك السهل البسيط يوما ولكني اعرفك الآن.
سكت لبرهة، تنهد ثم اضاف : تثيرين الزوابع والعواصف وتطالبين  بالتحقق وان تكوني"انتِ" وعندما تقدمين على وصف هذه  "الأنا" التي تنشدين ...تختبئي خلف  "اختيارك"؟؟
هي بتضرع المريد: لا اختبأ صدقني .. انا فقط ..احاول ان اتجنب وضعك داخل اطار رغباتي فيما تكون ... اريد ان اراك كما انت لا كما اريد لك ان تكون!
هو بنشوة النصر :  فيما الاختيار اذن؟؟
طافت بمخيلتها نتائج بحثها الخائب عن صفر حياتها .. ومرارة الأمل المطفأ في روحها ...تمردت على الكهل القابع في اعماقها وسمحت للطفلة الابدية فيها ان تتولى الإجابة  : اختيارك ان تكون صفرا على الشمال يمنحنا القرب المريح فنكون متجاورين ، قريبين ، ولكن دون تأثير في صلب كينونة احدنا والآخر ..
هو بشيء من السخرية: وعلى اليمين ؟؟
هي : ستكون لي صفرا يضيف لي الكون ، تكون لي القوة والسند ، الملجأ والأرض...
هو: ولكن الصفر بذاته لا يتحقق ، فكيف تريديني ان اوافق على فنائي ؟؟
هي : لن تفنى ، فهي عملية تشاركية تبادلية .. وانا واحد انت صفري وعندما تكون انت واحد اكون صفرك .. فماذا اخترت ؟؟
ابتسم لها وهو يضمها وقال : نسيت ان اخبرك اني افشل دائما في الحساب ، لا أفهم الأرقام ... ولكني مبدع في قواعد الجبر !، وموهبتي في حل المعادلات المعقدة لا نهائية .
هي : ما فهمتك ، شو يعني!
هو : يعني سنكون كل للآخر سينه وصاده ، وعند تبلور الشرط يتبلور الحل.
هي: هل "نحن" بهذا التعقيد ؟؟
هو : ولماذا لا نكون بهذه البساطة ؟؟
 سنكون عندما نتفق على الشروط للتحقق معا، سأكون واحدا عندما تكوني لي صفرا وتكوني واحدا عندما اصير لك صفرا.
هي : اذن انا صفرك ؟؟ 
هو : كوني ما تشائين ، كوني صفرا ، كوني واحدا ... ولكني افضلك كما انتي ... غابة لا نهائية الاحتمالات .

الثلاثاء، 19 أبريل 2011

مقالي محجوب في السعودية

بلقيس الملحم  - شاعرة وكاتبة من السعودية

في المدرسة علمونا بأن الذي لا يصلي جماعة في المسجد فهو: منافق! أبي كان واحدا منهم..

وبأن شارب الدُّخان: فاسق! أخي محمد كان واحدا منهم..

وبأن المسبل لثوبه: اقتطع لنفسه قطعة من نار! أخي طارق واحدا منهم..

وبأن وجه أمي الجميل: فتنة! لكن لا أحد يشبه أمي.

وبأن أختي مريم التي تطرب لعبدالحليم: مصبوب النار المذاب في أذنها لا محالة! لقد فاتني أن أقول لهم بأنها أيضا تحبه. فهل ستحشر معه؟ أظنهم سيحكمون بذلك..

وبأن جامعتي المختلطة وكرا للدعارة! رغم أنها علمتني أشرف مهنة وهي الطب!

وبأني أنا, الساكتة عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: شريكة في الإثم والعقاب!

وبأن صديقتي سلوى التي دعتني لحفلة عيد ميلادها: صديقة سوء!

وبأن خادمة منزلنا المسيحية : نجسة!

وزميلتي الشيعية: أكثر خُبثا من اليهود!

وبأن خالي المثقف: علماني!

وعمي المتابع بشغف للأفلام المصرية: ديُّوث!

لكني اكتشفت بأن أبي أطيب مخلوق في العالم. كان يقبلني كل ليلة قبل أن أنام. ويترك لي مبلغا من المال كلما سافر من أجل عمله.

أخي محمد وطارق كانا أيضا أكبر مما تصورته عنهما. محمد يرأس جمعية خيرية في إحدى جامعات أستراليا. وطارق يعمل متطوعا في مركز أيتام المدينة كمدرب للكراتيه. أما أختي مريم فقد تفرغت لتربية أختي التي تصغرني بأربع سنوات بعد وفاة أمي وحرمت نفسها من الزواج من أجلنا.
أمي؟ يكفي أنها تلتحف التراب وأبي راضٍ عنها!

جامعتي المختلطة؟ كونت لي أسرة سعيدة بزواجي من رئيس قسم الجراحة. ومن خلالها ربيت أطفاله الثلاثة بعد فقد والدتهم.

أما كيف أقضي وقت فراغي؟ فكانت صديقتي سلوى هي المنفذ الوحيد لي. لقد تعلمنا سويا كيف نغزل الكنزات الصوفية. وندهن العلب الفارغة لبيعها في مزاد لصالح الأسر المحتاجة. أختي مريم أيضا كانت تدير هذا البزار السنوي.

ماذا عن خادمتنا؟ أنا لا أتذكر منها سوى دموعها الرقراقة. يومها أنقذتنا من حادث حريق كان سيلتهمني وأخوتي بعد أن أصيبت هي ببعض الحروق!

زميلتي الشيعية؟ هي من أسعفتني أثناء رحلة لحديقة الحيوانات. يومها سقطت في بركة قذرة للبط. فلحقت بي وكُسرت ذراعها في الوحل من أجلي.

أما خالي عدنان. فقد أعتاد أن يقيم سنويا في القاهرة حفل عشاء خيري لصالح الأيتام. كان عازفا حاذقا للعود. وكان الناس يخرجون من حفلته خاشعين!

عمي؟ هو من بنى مسجدا وسماه باسم جدتي الكسيحة

وأنا؟

لا أزال أسأل: لماذا يعلمونا أن نَّكره الآخرين؟!

الشمس والظلام. كلاهما لايحتاجان إلى دليل قطعي على ثبوتهما!