السبت، 17 سبتمبر 2011

ممانعه

بقلم الصديق هاشم حجازي

تقف اغلب القوى  الوطنية   [الممانعه] موقفا خاصا من انتفاضة الجماهير السورية الصامدة في وجه النظام الحاكم، هاتفة للحريه.

وفي هذا الموقف الخاص الذي يختلف عن مجمل مواقفها من ما حصل في مصر وتونس،وما يحصل في اليمن والبحرين.هذا الموقف يقول بأن سوريا تتعرض لمؤامرة امبريالية ، وينصحون [المندسين] بموافقة النظام الحاكم على اصلاحاته .

ان اتخاذ هذه القوى لهذه المواقف،يضعها جنبا الى جنب مع قوى النظام السوري،وتفسيره لهذه الاحداث،الذي اعتمد الديمغوجيا في قصة المؤامرة والسلفيين ،ومضادا للروح المفترضة لهذه القوى،المناصرة للقيم الديموقراطيه وضد الظلم والاستعباد.ان الوقوف ضد الجماهير الشعبية بدعوى خروجها من الجامع،والحديث عن الطائفيه يعكس تماما عدم فهم هذه القوى لطبيعة النظام السوري ولطبيعة المرحله التي تعيشها هذه البلدان.

ان بيت القصيدهنا ،ان هذا النظام [ممانع] لذا انحازت اليه هذه القوى وكان على الشعب السوري دفع ثمن ذلك، هذه القوى لم تر ان هذه الممانعه لم تطلق رصاصه واحده على الكيان الاسرائيلي منذ عام 1973، رغم وقوع اكثر من حرب خلال هذه الفتره، وتحديدا في لبنان، ابتداء من عام 1978 تاريخ اول الاجتياحات الاسرائيليه للبنان وحتى عام 2006 ، بشكل جعل رامي مخلوف يهدد اسرائيل بعدم الاستقرار ان لم تستقر سوريا، وبطريقه تشبه طريقة سيف القذافي.

وهذه الممانعه ليست مقاومه او صمودا بالتأكيد،فالنظام وافق على كل اسس التسوية ،والسلام مع اسرائيل هو خياره الاستراتيجي،وحتى أيام المقاومه الفلسطينية - اللبنانية مرت حرب 1982 بسلام ودون ان تتدخل "الممانعة " السورية،وحفظنا وقتها شكل البوارج الحربيه البريطانيه المتجهه الى فوكلاند ،بمعنى ان النظام حتى اعلاميا لم يتدخل .كانت الممانعه والتوازن الاستراتيجي قبلها تعنى على ارض الواقع المحافظه على استقرار الجولان وهدوئه رغم ان اسرائيل قد وجهت اليه الضربات اكثر من مره خلال هذه الفتره.

ثم لا ننسى ان النظام الممانع قد قاتل تحت قيادة الاميركان مباشرة سنة1990 في حفر الباطن رغم وجود هذه الشعارات،ان هذه الممانعه ناتجه في الأصل عن اتخاذ مواقف من القضايا الإقليميه تبعا للوضع الداخلي،مناصرا لايران سواء في معركتها مع النظام العراقي السابق،او في مواجهتها مع الغرب،بالاضافة الى مقارنة مواقفه مع مصر والاردن اللذان عقدا معاهدات مع اسرائيل.

ان مجرد اطلاق مدافع الكلام وحتى النار على اسرائيل لا يجعل المرء تقدميا،فالنظام السوري قمعي تماما وقد الغى بالكامل دولة القانون واقام دولته.

لقد مر التوريث في سوريا كما لم يمر في بلد اخر،وهذا التوريث الذي اصر عليه حافظ الاسد ،يمثل خيانه للجمهورية وقيمها ،وقد شاع مصطلح الجمهوريه الملكيه بعد مرور التوريث في سوريا،وقد ادى الى مشكل خاصه به وتحديدا في مصر.

استشراء الفساد في سوريا،وانتشار الفساد "الكبير" تحديدا ،المرتبط بالبنيه السياسيه للدوله، بمعنى ان الدولة اصبحت ملكا خاصا لعائلتي الاسد ومخلوف وعلاقتهما الخاصه مع الازلام والمحاسيب.

ان البنيه الاقتصاديه لبلد ما ،والسياسه الاقتصاديه المهيمنه فيه ،هي مؤشر هام ينبغي اخذه عند اتخاذ موقف ازاء احداث تجري في هذا البلد،والاقتصاد السوري تهيمن عليه ما يعرف بالليبراليه الحديثه ،وقد أدت بالفعل الى تفاقم البطاله وانتشار الفقر.وحيث أن سوريا دوله ريعيه، وهذا يتكون أساسا من المضاربه في العقارات، والنفط، والاتصالات ، بالمشاركه مع البعض وتحديدا في حلب ودمشق،مما ادى الى تدهور الحياة في الأطراف والمناطق الحدودية،وهذا ما يفسر مايجري في سوريا حاليا.

ان القوى التي وقفت الى جانب النظام السوري،لم تر النقاط السابقه الواضحه،وهي ذات النقاط وذات السياسه السائده بالبلدان التي أيدت فيها التحركات ضد الأنظمه..هذا العمى الحقيقي يكشف للأسف جوهر هذه القوى،ومدى إفلاسها في تصديها للسياسه الاسرائيليه..

هناك تعليق واحد:

اسكندرنيات3013 يقول...

هذه النظم لا تفكر فى غير الكرسى ولاتعرف العدل فى الحكم