الخميس، 28 أبريل 2011

بوركت النساء المتجردات







هذه اللوحة تصور قصة انجليزية قديمة راودت خاطري بشدة هذه الأيام ، تقول القصة أن الانجليزية ليدي جودايفا (Lady Godiva )التي عاشت  في القرن الحادي عشر زوجة اللورد ليوفريك حاكم كوفنتري بانجلترا والذي كان يفرض ضرائب ظالمة وقاسية علي المواطنين ، طلبت زوجته منه تخفيف هذه الضرائب وان يرحم سكان المنطقة فأجاب في سخرية: عندما تتجولين عارية في شوارع المدينة أعدك بتخفيف الضرائب ، في اليوم التالي ركبت زوجته حصانها..  وهي عارية تماما واستعملت شعرها الطويل سترة لها... تفاجأ الزوج بإصرارها على تقديم نفسها متجردة طبقا لشرطه ... وبكل عجرفة وكبرياء الحاكم اولا والذكر ثانيا .. لم يستطع التراجع ... اصدر الحاكم امرا بمنع التجول وإغلاق جميع الشبابيك لسكان المدينة تحت طائلة العقوبة .. فلا هو يريد التراجع عن اذلال زوجته (حسب ما رآه هو اذلالا) وبين حفظ مكانته وضمان عدم رؤية الشعب لزوجته تتجول عارية ... كانت ساعات عصيبة على الشعب حيث ارتهن شعب كامل أسرى المنازل .. ولكن وبفضل شجاعة إمرأة متجردة واحدة ...  أضطر الحاكم لتنفيذ وعده لها، ورحم السكان من الضرائب القاسية.

سرحت بعيدا وأنا استعرض نماذج حبيبة من النساء اللاتي يتجولن عاريات ... متجردات من كل عار أو مصلحة أو ... أو ... لتحقيق هدف لكل منهن ولكن يجمع اهدافهن جميعا رؤية واحدة .. البحث عن العدل ... الحق ... الرحمة ... أنا أزعم ان عري من هذا النوع هو الصلاة بعينها والسلوك بطريق المطلق ... هو بعينه طريق الله.... بوركت النساء المتجردات.



خلع المخلوع .. نجحت الثورة ..أو هكذا خيل لنا ...

 ولكن خلال الأيام القليلة اللاحقة للخلع... برز حاكم كوفنتري في مصر .. المجلس العسكري! ...هو حاكم كوفنتري المصري! صاحب عقلية بطريركية رجعية متينة ...
 ولكنه وقع في حرج بالغ ... فهومن جهة ...  نعم حاكم ظالم يريد جمع الضرائب (ضرائب الحرية ، من اعتقالات وتعذيب واختبارات عذرية للثوار، واعدام ضباط شرفاء تجرؤا وقالوا للغولة بعينها .. يا غولة عينك حمرا) .. وبنفس الوقت يريد حماية كرامته وعنفوانه الذكوري !!!

هذه زوجته " الثورة" تذرع الدنيا عارية متجردة .. تمتطي طموح ابناءها .. ويسترها حلمها بالمستقبل الحر .. ومصرة أن ينفذ  لها وعده بأن يرحم الشعب من الضرائب الباهظة .

حاكم كوفنتري المصري ... اسر الشعب في منازلهم ... منع فتح الشبابيك .. تحت طائلة العقوبة ... كي لا يرى اي فرد منهم زوجته المتجردة تذرع الدنيا لتضمن لهم "الرحمة" !

 نحن نرى امنا المتجردة .. تدفع عريها لحمايتنا .. ما تراه انت سيطرة وعري ... نراه نحن ابناؤها صلاة الأحرار !!
.

هناك تعليقان (2):

admin 2 يقول...

احسنت يا اختي الفاضلة مي وما كتبته هنا جميل للغاية

ناجي الساحلي يقول...

تصور جميل جدا لما يحدث في مصر و في عدة دول أخرى التي أملت أن تنجز الثورة أحلامها اللذيذة و المشتاقة للحرية