الأربعاء، 20 أبريل 2011

هلوسات واحد - صفر

حاولت ان تصف له مدى حاجتها لوجوده في حياتها فقالت مبتسمة كطفلة : اريدك صفر حياتي!!
اتسعت حدقتا عينيه وهو يطالعها بعتب وقال : انا لا اشكل لك الا صفرا ؟؟
هي بنشوة : ليس بعد لم تكتمل لي فتكون صفري بعد .
هو : اكتمل فأكون صفرك ؟؟ .. انا اعلم مدى جنونك واحبه ولكني لم افهم هذه ! فلا تتعبيني وافصحي ؟؟
هي : اريدك توازني وحياديتي ... اريدك ان تحمل جميع الاحتمالات الموجبة والسالبة العشرية والكسور .. وان تتساوى كلها بداخلك .. فيراك الجاهل لا تحتوي على شيء وانت تملك الكون جميعا.
هو : لكني بذلك لن اضيف لك شيئا ... الا يقولون وجود الصفر كعدمه ؟؟
هي وقد تغيرت نبرة صوتها الى ما يشبه الترنيم وحدقت بالأفق قائلة: هذا يعتمد على ما تختاره يا عزيزي ... اختيارك انت هو ما يحدد عمق مكانة وجودك..
هو بابتسامة المؤمن : اختياري أنا ؟؟ ... انتي كما عهدتك دوما تخفين تحت البساطة تعقيدا وخلف الوضوح مراوغة، اعترف بانك خدعتيني بمظهرك السهل البسيط يوما ولكني اعرفك الآن.
سكت لبرهة، تنهد ثم اضاف : تثيرين الزوابع والعواصف وتطالبين  بالتحقق وان تكوني"انتِ" وعندما تقدمين على وصف هذه  "الأنا" التي تنشدين ...تختبئي خلف  "اختيارك"؟؟
هي بتضرع المريد: لا اختبأ صدقني .. انا فقط ..احاول ان اتجنب وضعك داخل اطار رغباتي فيما تكون ... اريد ان اراك كما انت لا كما اريد لك ان تكون!
هو بنشوة النصر :  فيما الاختيار اذن؟؟
طافت بمخيلتها نتائج بحثها الخائب عن صفر حياتها .. ومرارة الأمل المطفأ في روحها ...تمردت على الكهل القابع في اعماقها وسمحت للطفلة الابدية فيها ان تتولى الإجابة  : اختيارك ان تكون صفرا على الشمال يمنحنا القرب المريح فنكون متجاورين ، قريبين ، ولكن دون تأثير في صلب كينونة احدنا والآخر ..
هو بشيء من السخرية: وعلى اليمين ؟؟
هي : ستكون لي صفرا يضيف لي الكون ، تكون لي القوة والسند ، الملجأ والأرض...
هو: ولكن الصفر بذاته لا يتحقق ، فكيف تريديني ان اوافق على فنائي ؟؟
هي : لن تفنى ، فهي عملية تشاركية تبادلية .. وانا واحد انت صفري وعندما تكون انت واحد اكون صفرك .. فماذا اخترت ؟؟
ابتسم لها وهو يضمها وقال : نسيت ان اخبرك اني افشل دائما في الحساب ، لا أفهم الأرقام ... ولكني مبدع في قواعد الجبر !، وموهبتي في حل المعادلات المعقدة لا نهائية .
هي : ما فهمتك ، شو يعني!
هو : يعني سنكون كل للآخر سينه وصاده ، وعند تبلور الشرط يتبلور الحل.
هي: هل "نحن" بهذا التعقيد ؟؟
هو : ولماذا لا نكون بهذه البساطة ؟؟
 سنكون عندما نتفق على الشروط للتحقق معا، سأكون واحدا عندما تكوني لي صفرا وتكوني واحدا عندما اصير لك صفرا.
هي : اذن انا صفرك ؟؟ 
هو : كوني ما تشائين ، كوني صفرا ، كوني واحدا ... ولكني افضلك كما انتي ... غابة لا نهائية الاحتمالات .

هناك 4 تعليقات:

Nema يقول...

انا الواحد وانا الصفر...انا المعادلة الكونية بأكملها

آخر أيام الخريف يقول...

روعةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةة .... بجد تجنن يا مى

ما بعد التميز والتماهي يقول...

يا رب تكون عجبتكم بجد .. مش مجرد تشجيع :) ... أموت أنا في التعاضد النسوي :)

فاطمة العُرًيٍضْ يقول...

انتى عارفه ان من اول يوم كتبتيها وانا قلت لك رايى فيها انها عبقريه صح؟