الأربعاء، 16 نوفمبر 2011

حوار


مررتُ اليوم بحوار اقرب إلى مشادة بين صديقين ... هو "العقلاني المتشكك" يسخر بمرارة من ما يتردد من تجلي العذراء للمؤمنين، وهي "المسيحية المؤمنة" تستشيط غضبا وتمتلئ غيظا من السخرية وتورد الكثير من حوادث تجلي العذراء لتثبت صدق وواقعية التجلي وتنفي عنه صفة الوهم. ابتسمت ببلاهة وأنا ارقب سطورهما تتوالى ، كانت الصورة وحشية الوضوح ، هو يحتاج كفره ليقوى على جحيمه الخاص فهو يعلم يقينا أنه إن آمن "بالتجلي" سيركن وتكل قواه عن مقارعة هذه العاهرة المدعوة "الحياة" وبالتالي سيخسر رغبته وقابليته لمضاجعتها وسيواجه موتا داخليا محققا، وهي بعالمها المحصور في ممر ضيق ما بين جدر عملاقة من الأخلاق والشرف أقامها آخرون حولها ، تطمئن نفسها في كل خطوة أن نهاية هذا الممر المعتم الضيق الكريه ستؤدي إلى آفاق رحبة سماوية ، ولتأكيد الأمل وللتجلد على الاستمرار يجب أن يكون هناك تجليات متفرقة على طول الممر... في خضم معركة كل منهما مع الحياة غابت عن كليهما حقيقة أننا فئران في متاهة ... كل منا وضع في لحظة ولادته على أعتاب مسار ما من هذه المتاهة ... وطفق يعدو مرات ويترنح أخرى وربما داهمه التعب ليجلس دون حراك للحظات ... وربما أغراه يأسه بنطح جدران المتاهة حتى دمي رأسه ... تتقاطع مسارات المتاهة لكل منا مع مسارات آخرين .. وبكل غباء نتوقع أن المحطة الشخصية لكل منا في زمن ما من طريق المتاهة يجب أن تتشابه ومحطة آخر نجتازه أو يجتازنا ؟؟؟! ، كيف ؟؟ ... وكل منا قد بدا مشواره من نقطة انطلاق مختلفة في زمن مختلف ومسار شيُد له بالذات لا لغيره ؟؟!!  ...ورغم أننا في لحظة ما نتشارك نفس الحيز المادي – الزمني ولكن هذا لا يستدعي بالضرورة مشاركة الحيز الروحي أو المعنوي سمه ما شئت.

هناك تعليق واحد:

زيزو يقول...

لطيف